تداولت عدة مواقع محلية وتدوينات بالفضاء الأزرق، خلال الأيام الماضية، خبر وفاة مراهق بعد أن أقدم على الانتحار برمي نفسه من سطح العمارة التي يقطن فيها، استجابة لأوامر لعبة » الحوت الأزرق ». وقد أثار هذا الخبر العديد من التساؤلات حول إمكانية غزو هذا التطبيق للمملكة، مسببا بذلك خسائر بشرية وحالات مرضية مكتئبة في حالة لم يصل المراهق المتعاقد مع اللعبة بإتمام 50 مرحلة في اللعبة التي تكون نهايتها الموت. وفي نفس السياق، خلقت هذه اللعبة ضجة بالجارة الجزائر، حيث تسببت في وفاة 10 أطفال في مختلف أنحاء البلاد، وخلقت الطفلة خولة التي توفيت قبل أيّام قليلة موجة من الهلع في صفوف الآباء بعد تركها وصيّة مكتوبة لوالديها تطلب منهم فيها مُسامحتهم على ما سترتكبه؛ لتُقدم بعدها على إنهاء حياتها. » حسب مانقلته صحف جزائرية. الدولة والواليدين يتحملون مسؤولية مايقع للمراهقين . قال أستاذ علم النفس الاجتماعي محسن بنزاكور، في تصريح ل »فبراير »، إن على الأمهات والآباء المغاربة، أن يوجهوا أبناءهم نحو الاستعمال السليم للشبكة العنكبوتية، من أجل تجاوز الوقوع في خطر المشاركة في الألعاب الالكترونية المشكلة للخطر على حياتهم. وأبرز ذات المتحدث أن هذه اللعبة تقوم أولا بالتحديات الصغرى للاستدراج منها رسم « لوغو الحوت الأزرق » على ذراعه أو ساقه بواسطة سكين أو أي آلة حادة. الهدف من هذه الأفكار، االعب على وثيرة التحدي عند المراهق، وثانيا كيفية استهتاره بالألم، وهنا تبدأ الصعوبة، وبالتالي يبقى الطفل مرتبط بقضية التحدي والاستهتار بالألم، ليصل مرحلة « المازوخية » التلذذ بتعذيب نفسه. » مشيرة أن « في حالة وصوله لهذه المراحل لن يعد يعلم حدود بين حياته و اللعبة. »يقول بنزاكور العنصر الخطير في هذا الأمر غياب المراقبة الوالدين، » موضحا بنزاكور أن هناك » للأسف نوع من التفاوت بين القدرات المعرفية والقدرات بين الأبناء والإباء في ما يخص وسائل التواصل الاجتماعي والأنترنيت والحاسوب والهاتف وهذا التفاوت يجعل الأباء غير قادرين على المراقبة الحقيقية ». وأضاف بنزاكور « ثانيا هذه التحديات التي يمارسها الطفل، لاتكون في حضور الأباء، وأعراضها لايكشفها الإباء لإنه تحدي مستور، وهي الدخول في حالة نفسية كئيئبة والانطواء حول الذات قبل أن يقوم المراهق وينتحر. دعا إلى رفع دعوة في حق اللعبة لمنعها من التحميل من طرف السلطات المغربية « مبرزا « أن هناك إمكانية بيد السلطات في حذر هذه اللعبة في أي وقت تشاء. » وأوضح ذات المتحدث أن السلطات تحمل شقا كبيرا في ما قد يقع في المستقبل إثر هذا التطبيق الخطير الذي ينهي حياة المراهقين في صمت. » ورابعا الاعلام والمدرسة يشدد بنزاكور على أهميتها في تقديم توعية بمخاطر هذه اللعبة الخطيرة لتوعية الإباء والأباء في الوقت نفسه، من عواقب هذه اللعبة. وعلى المستوى الرسمي، لم تصدر بعدُ أي تعليمات من قبل القطاعات الحكومية المعنية رغم أن الجزائر سارعت إلى القيام بحملات توعية واسعة داخل المدارس والمواقع الافتراضية من أجل تحذير الأولياء والأطفال من مخاطر هذه اللعبة ودعوتهم إلى مراقبة استخدام أبنائهم لشبكة الإنترنت. وأمرت الحكومة مقدمي خدمات الإنترنت بسحب كل ما هو غير مشروع متعلق باللعبة، وفق ما ينص عليه القانون الجزائري. من يكون الحوت الأزرق؟ «الحوت الأزرق» هي لعبة تحدّيات انتشرت على مواقع الدردشة والتواصل الاجتماعي بين الأطفال والمراهقين في العالم، وتشيرتقارير صحافية إلى أنّ منشأها روسيا، عن طريق أشهر مواقع التواصل الاجتماعي الروسيّة «VK» سنة 2013، ثم انتشرت إلى باقي المنصّات الاجتماعيّة ك«فيسبوك» و«إنستجرام» وغيرهما، كما اتّسعت اللّعبة لتبلغ الكثير من البلدان الغربيّة والعربيّة، فقد نُسب إليها وفاة 130 ضحيّة في روسيا (بلد المنشأ)، بالإضافة لإنجلترا. حتى الكويت والسعودية شهدتا حالات وفاة يرجّح أن تكون اللّعبة سببها، ليأتي الدور في الأيّام الأخيرة على الجزائر التي كانت حصّتها من الضحايا أثقل. يقتنص المجرم عادة الأطفال والمراهقين، ويضيفهم على موقع فيسبوك، أو إلى مجموعات سريّة من أجل الدردشة، ثم يبدأ في جمع معلومات شخصيّة عنهم، من خلال ما ينشرونه في فيسبوك، أو استدراجهم في الحديث، ثم يعرض المجرم تحدّيات خطيرة على الضحيّة، عادة ما تبدأ بطلب رسم حوت بآلة حادة على ذراع الضحيّة، وتتقدّم مراحل التحدّيات لتشمل الاستيقاظ باكرًا قبل الفجر دون شعور الأبوين، أو الوقوف على حافة سطح من ارتفاع عالٍ، ومشاهدة أفلام شديدة الرّعب بها الكثير من مظاهر الدماء والصّراخ، وكل ما يثير الهلع والاضطراب، والاستماع وحيدًا إلى موسيقى كئيبة في مكان مظلم؛ ممّا يهزّ شخصيّة الضحيّة ويربك نفسيّته، خصوصًا وأن أغلب الضحايا من الأطفال والمراهقين. تمتدّ مراحل اللّعبة إلى 50 مرحلة، وفي آخر المراحل يخيّر المجرم الضحيّة التي تعرّضت لهزّات نفسيّة عنيفة طوال المراحل الماضية، بين أن يقتل المجرم والديه أو أن تنتحر الضحية. ويُوحي المجرم للضحيّة معرفته بعنوان منزله ومعلومات عنه، جمعها غالبًا من معلومات منشورة على حساب فيسبوك، أو من استدراجه في الحديث، فيرغمه على الانتحار من خلال التهديد واللعب على العواطف واستخدام قوة الإيحاء. عكس ما قد يظنّه الكثيرون، فإنّ لعبة الحوت الأزرق ليست تطبيقًا مستقلّا على الهاتف الذكيّ تستطيع تنزيله من متجر التطبيقات، أو تبادله مع هواتف أخرى، بل هي مجرّد « لعبة اجتماعيّة » بين مجرم وضحيّة.