في تفاصيل رحلة "الموت" التي قادها صياد سابق نحو الفردوس الأوروبي، والذي ارتأى أن يرافقه 12 شابا من أبناء الحسيمة على متن قاربٍ مصنوع من مادة "البوليستير"، مقابل عشرة آلاف درهم لكل واحد، باستثناء الأخوين "العنابي" اللذين دفعا ثمانية آلاف درهم لكل منهما، اعتبارا لظروفهما خصوصا وأن محمد كان معتقلا بسجن "رأس الماء" بفاس على خلفية احداث الحسيمة قبل أن يغادره بعفو ملكي. الرحلة التي انطلقت ظهر يوم الجمعة الماضي من شاطىء كيلاطي بمنطقة تمسمان قرب الحسيمة، قبل أن تتوقف لأزيد من 23 ساعة في عرض البحر بسبب سوء الأحوال الجوية، قبل أن يستأنف المركب طريقه في البحر. ولكنها ليست نهاية لمتاعب هؤلاء الشباب، فعلى بعد نصف ساعة من السواحل الإسبانية، سينتبه ربان المركب ورفاقه إلى تسرب يهدد الجميع بالغرق، كلمات ستنزل كالصاعقة على مجموعة "الحراكة"، خصوصا وأن عددا من الأسماك المفترسة كانت تترصد "الباركو" وكأنها على علم بكل ما يجري. الأمر حرك الشباب ليشرعوا في إفراغ المركب من الماء المتسرب… قبل أن يتدخل مركب لخفر السواحل الإسباني لإنقاذهم، وتسليمهم للشرطة التي احتجزت الجميع لثلاثة أيام قبل أن تطلق سراحهم من جديد. وحسب مصدر مطلع فإن "العنابي" وخلافا لما قد يظنه البعض، لا يفكر في طلب اللجوء، بل إن هدفه هو إيجاد عمل يساعده على مواجهة تكاليف الحياة ومنها مصاريف والدته المريضة بالقلب.