كشف مقربون من محمد العنابي، الناشط في حراك الريف بالحسيمة، الذي اعتقل في سجن راس الما بفاس، وغادره بعفو ملكي، عن تفاصيل رحلة الموت التي حملت شقيقين نحو “الفردوس الأوروبي”. مصادر من عائلة العنابي، حكت ل”اليوم 24″ أن الأخوين سفيان ومحمد، أبحرا ظهر يوم الجمعة الماضي من شاطىء كيلاطي بمنطقة تمسمان قرب الحسيمة، على متن قارب من “البوليستير” كان يقل 13 شابا من بينهم سائق القارب. ذات المصادر قالت إن القارب الذي كان يقل الأخوين العنابي، توقف في عرض المتوسط بسبب سوء الأحوال الجوية، وهو التوقف الذي دام ل26 ساعة كاملة، وسط العواصف، فيما كانت تحوم حوله أسماك القرش، وهو ما تم توثيقه في مقاطع فيديو. وحسب المصادر، فإنه بعد استئناف الطريق نحو اسبانيا، وعلى بعد نصف ساعة من شواطئ الجارة الشمالية، عاش الأخوين العنابي ورفاقهم لحظات عصيبة، بعد أن أبلغهم السائق أن القارب يغرق، حيث حاولوا إفراغه من الماء، قبل أن تتلقفهم بأعجوبة أيادي خفر السواحل الإسباني، وتنقذهم من موت محقق. . ذات المصادر، أوضحت أن سائق الرحلة، وهو صياد سابق، قرر كذلك أن يهاجر سرا، ونطم هذه الرحلة التي فتح أبواب الانضمام إليها أمام أبناء الحسيمة، حيث هجر 12 شابا معه، مقابل عشرة آلاف درهم، باستثناء الأخوين العنابي اللذين قبل أن ينقلهما معه مقابل ثمانية آلاف درهم لكل منهما. ومنذ يوم السبت الماضي، أودعت الشرطة الإسبانية الأخوين العنابي ومرافقيهم في “رحلة الموت” في المخفر لثلاثة أيام، قبل أن تطلق سراحهم، ويجدوا أنفسهم في إحدى القرى المحاذية للعاصمة الإسبانية مدريد. وعن المستقبل، أكدت مصادر مقربة من العنابي، أنه لا يفكر في طلب اللجوء في إسبانيا، بل يأمل فقط أن يجد فرصة شغل تمكنه من مساعدة العائلة على مصاريف الحياة، خصوصا أن والدتهما تعاني من مرض القلب، كما أن محمد العنابي الخارج حديثا من السجن بعفو ملكي أكد أن أي حل لا يضمن عودته للمغرب لا يمكنه أن يفكر فيه. من جانبها، لا زالت أم العنابي تحت وقع صدمة خبر هجرة إبنيها، حيث قررا الهجرة دون إخبارها، وقالت في حديثها ل”اليوم 24″، اليوم الأربعاء، إنها لم تنس ألمها ومعاناتها مع تجربة سجن أبنائها، لتذوق اليوم ألما جديدا، هو ألم الفراق وهجرة فلذات كبدها، معتبرة أن الذي دفعهما للهجرة بهذا الشكل، هو الفقر والحاجة وقصر ذات اليد وانعدام فرص الشغل.