في صبيحة اليوم الموالي 03 ماي 2014 والثاني للمهرجان الأمازيغي حول الفن والتراث بالريف في دورته الثانية، تم القيام بخرجة علمية استكشافية ميدانية إلى قلعة تاعساسث (تشاوين)، رفقة الأستاذ الباحث عمر لمعلم، وقد كانت المعلومات التي أمدنا بها جد مفيدة خاصة بعدما أعرب الشباب المرافق للأستاذ عن سعادتهم وهم يكتشفون لأول مرة هذه المأثرة التاريخية. قبل ذلك وفي الطريق إلى القلعة تم التوقف في شاطئ صباديا وبالضبط في المكان الذي تم فيه الإنزال الأول للجنود الإسبان إبان احتلالهم للمنطقة، للتوزع على كل الأماكن والجبال المتواجدة بالحسيمة في فترة الإستعمار، وبالفعل فقد تفرقوا ليبلغوا قلعة تاعساست، جبال "مورو بييخو"، قمة أشباب وإلى غير ذلك... بغية محاصرة أجدير وبالضبط قيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، وقد أكمل الفريق رحلته الميدانية في طريقه إلى" تاعساست" حيث قدمت لنا شروحات وإضاءات قيمة من طرف الأستاذ المرافق عمر لمعلم التي تفيد أن جبل ثشاوين يوجد بالقرب من هضبة ملموسي "مرموشة"، وهو إحدى المرتفعات المحيطة بمدينة الحسيمة، وسمي بثشاوين لأن الناظر إليه من بعيد تترأى له قمته كقرنين لثور صغير، ولهذا المرتفع أهمية استراتيجية كبيرة، حيث يمكن للمتواجد فوقه أن يرى المدينة بأكملها وكذلك يمكن له أن يرى الدواوير والمرتفعات القريبة منه مثل أجدير وبوجبار وثارا عمارة وثساسنت وثيغانيمن...لذلك استعملته المقاومة الريفية بقيادة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، لمراقبة أي تحرك إسباني بالقرب من الشواطئ المحيطة بثغزوث وهو الاسم الذي كان يطلق على المكان قبل إنشاء مدينة الحسيمة، حيث وضعت القوات الريفية مدفعا لقنبلة كل تحرك مشبوه وكل محاولة للإنزال على الشاطئ. بعد تحالف الإسبان والفرنسيين واللجوء إلى استعمال المواد الكيماوية وأساليب أخرى قذرة، وبعد معارك ضارية خاضتها القوات المهاجمة ضد المقاومة الريفية، تمكنت القوات الإسبانية في 08 شتنبر 1925 من إنجاح أول إنزال عسكري على شاطئ اجداين (صباذيا حاليا) شارك فيه أزيد من 13000 جندي وما يزيد عن 120 وحدة بحرية و20 طائرة حربية... وبعد تأمين موقع الإنزال تقدم الجنود الإسبان لاحتلال المرتفعات القريبة من صباديا وانقسموا إلى ثلاثة أجنحة، وعمل جناح منها على احتلال ملموسي ثم ثشاوين التي وصلته القوات الإسبانية أواخر شهر شتنبر 1925، وأقامت فوقه مركزا للحراسة ومرافق أخرى لإيواء الجنود. رغم مرور ما يقارب 90 سنة على إنشاء ذلك المركز فإن آثاره ما زالت قائمة فوق ثشاوين وهي معروفة لدى ساكنة المنطقة بثعاساست ن ثشاوين، وشأنها شأن بنايات أثرية أخرى تتواجد بالمدينة والإقليم فإن هاته الآثار معرضة للاندثار بفعل الإهمال والتهميش وغياب أية أشغال لصيانتها والحفاظ عليها. في عشية نفس اليوم، نظمت أمسية على الساعة الرابعة بعد الزوال في قرية الأطفال SOSبإمزورن، في ظل الشراكة التي تجمع بين هذه الأخيرة وجمعية ريف القرن 21، وقد افتتحت الأمسية بكلمة من رئيس الجمعية الأستاذ ياسين الرحموني، الذي رحب بالحضور وعرف بالجمعية وأهدافها القيمة التي يمكن اختصارها في إعادة الاعتبار للموروث الثقافي الأمازيغي كيفما كان نوعه وتطرق أيضا لبرنامج المهرجان في دورته الثانية، بعدها أعطى الكلمة لمدير القرية السيد مرزوق الهاني الذي بدوره أشاد بهذه المبادرة وعبر عن رغبته في الاستمرار بتنظيم مثل هذه الأنشطة التي تعود بالنفع على المنطقة. مباشرة بعد ذلك تم عرض الفيلم الوثائقي الذي يتناول موضوع الشعر الأمازيغي أو "إزران" لمنتجه وريد الموساوي والذي عرض لأول مرة منذ إنتاجه، كما تم الإستمتاع بعرض أزياء فلكلورية أمازيغية لفئة الرجال والنساء، هذا النشاط الذي إن عبر على شيء فهو يعبر عن رغبة الجمعية ومختلف التعاونيات المشاركة في هذا المهرجان في إبراز أهمية المنتوجات الإقتصادية وأهمية الهندام الأمازيغي والمجوهرات الفضية القيمة، وقد تم مباشرة بعد ذلك عرض فسحة موسيقية لفرقة موسيقية تابعة لقرية الأطفالSOS ، ليتم في الأخير الاحتفاء بالتلاميذ المتفوقين دراسيا من خلال توزيع جوائز تشجيعية عليهم لتكون هذه هي الخاتمة لليوم الثاني للمهرجان.