قامت فعاليات من المجتمع المدني من الأقاليم الجنوبية للمملكة، مؤخرا، بزيارة لأهم المواقع التاريخية بمدينة الحسيمة، وذلك في إطار الأيام الثقافية التي نظمتها "الرابطة المغربية للدفاع عن التراب الوطني بالحسيمة" تحت شعار "جميعا من أجل مغرب متضامن"، بمناسبة الذكرى ال`35 للمسيرة الخضراء. وذكر بلاغ للرابطة، توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه اليوم الأربعاء، أن برنامج هذه الأيام الثقافية توج بزيارة شاطئ المقاومة (صباديا) الذي عرف محطات مهمة في تاريخ الكفاح الوطني بدء بصد الإنزالات العسكرية للقوات الإسبانية والفرنسية، وخليج الحسيمة الذي عرف بدوره مجموعة من محاولات الإنزال العسكري الإسباني، وكذا جزيرة "النكور" التي لا تزال محتلة من طرق القوات الإسبانية. وفي هذا الإطار، قدم السيد عبد الإله الشيخي، النائب الإقليمي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالحسيمة، للمشاركين في هذه الزيارة العلمية لمحة تاريخية عن الحركة الجهادية بمنطقة الريف، مبرزا أن الريف لم يتأخر أبدا في صد كل الأطماع العدوانية ضد المغرب. وأشار إلى أن شاطئ (صباديا) شهد عملية الإنزال البحري الاسباني والفرنسي في شهر شتنبر 1925 والزحف نحو منطقة أجدير أولا ثم باقي منطقة الريف للقضاء على الحركة الجهادية للقائد محمد بن عبد الكريم الخطابي. وأبرز أن التحالف الاستعماري استخدم في عملية الإنزال البحري مئات السفن العسكرية بقيادة صفوة من أميرالات الجيشين ومئات الآلاف من الجنود، مشيرا إلى أن العدو استخدم الأطنان من الأسلحة الكيماوية والمحرمة دوليا ضد ساكنة الريف المجاهدة. وفي المحطة الثانية، أطلع السيد الشيخي المشاركين على موجز لتاريخ مدينتي النكور والمزمة الحاضرتين بخليج الحسيمة، مشيرا إلى أدوارهما السياسية والاقتصادية وعلاقاتهما التجارية بمختلف المراكز سواء المغربية أو الموجودة بالضفة الشمالية لحوض البحر الأبيض المتوسط. وأبرز، بهذه المناسبة، الأدوار الطلائعية التي لعبتها جزيرة النكور المستعمرة من طرف القوات الإسبانية منذ سنة 28 غشت 1673 في صد مختلف الأطماع الاستعمارية الأوروبية. وشاركت في هذه الزيارة العلمية شبكة النسيج الجمعوي النسائي بإقليم بوجدور وطلبة وأساتذة المعهد الموسيقي بمدينة تازة وأعضاء الرابطة المغربية للدفاع عن التراب الوطني.