قدم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للمسلمين في بريطانيا مفاجأة من العيار الثقيل، بتعيين سيدة بريطانية من اصول مسلمة وزيرة ضمن حكومته الائتلافية الجديدة. وضمت أول حكومة ائتلافية بريطانية منذ الحرب العالمية الثانية برئاسة ديفيد كاميرون أول وزيرة مسلمة تدعى سعيدة وارسي وهي من اصل باكستاني. وعينت البارونة دوزبري سعيد وارسي، التي يطلق عليها أكثر النساء المسلمات نفوذا في بريطانيا، في منصب رئيسة كتلة المحافظين. وكانت تشغل منصب وزيرة ترابط المجتمع والعمل الاجتماعي في حكومة الظل، وعملت على مشروع بحثي عن وزارة القانون في باكستان وتعمل حاليا رئيسا لمؤسسة "سعيدة" الخيرية لتمكين المرأة مقرها في باكستان. وبدأت عملها السياسي منذ أيام الكلية عندما انتخبت نائبا لرئيس اتحاد الطلاب في كلية ديوسبري. وتعد البارونة وارسي من أشد المهتمين بتشريع القوانين الخاصة بقضايا مثل الزواج القسري، وختان الإناث، ومضغ القات. وتؤمن الوزيرة ذات الأصول الإسلامية بأن على ابناء الجالية العربية والمسلمة في المملكة المتحدة "الانخراط في العمل السياسي البرلماني البريطاني والترشح في الانتخابات النيابية والانتخابات البلدية، من اجل القيام بدور اكبر في البلد الذي يعيشون فيه وكي لا يشعروا بالتهميش". وقالت ان سبب الفشل هنا هو غياب التنظيم في هذا الشأن لدى العرب في بريطانيا ووجوده لدى اليهود البريطانيين"، مما يؤكد فحوى رسالتها، حسب قولها. وفي مارس/ آذار الماضي، نبهت البارونة سعيدة وارسي، المسلمين البريطانيين إلى أن "الوقوف جانبا وعدم الانخراط الفعلي الديمقراطي سياسيا يجعل من اصعب تحصيل الحقوق وطرح الصعوبات للمناقشة برلمانيا او بلديا، او على اي صعيد آخر. وقالت وارسي بينما كانت تتحدث في جامعة لندن بدعوة من "النادي العربي في بريطانيا" و"معهد الشرق الاوسط" في كلية "سواس" إن "هناك حاجة ماسة للدفاع عن حقوق الجاليات العربية والمسلمة في هذا البلد"، بعيدا عن "منطق نظرية المؤامرة ضد العرب والمسلمين". وترى وارسي أن على بريطانيا أن تعالج القضية الفلسطينية بعدالة لأنها هي الدولة المسؤولة عن حدوثها، حتى تجنب بريطانيا حالات الاحتقان واحساس المسلمين بالضيم في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وموقف بريطانيا منها. وقالت "ان عددا كبيرا من الشبان العرب والمسلمين الذين يعيشون في بريطانيا يشعرون بأنه عليهم ان يفعلوا شيئا للدفاع عن الفلسطينيين والعراقيين الذين يتعرضون لمثل هذه الممارسات". ودعت وارسي بشكل ضمني، "هيئة الاذاعة البريطانية" إلى عدم التقاعس "عن التغطية الشاملة" لما يجري في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة من جرائم إسرائيلية، حتى لا تترك "الشبان والشابات المسلمين البريطانيين "يستمعون الى محطات تلفزة فضائية كمحطة الجزيرة، لا تظهر أمامهم إلا الفظائع". كما تمنت "لو ان ابناء الجالية العربية والمسلمة يمطرونها بالرسائل كما يفعل ابناء الجالية اليهودية في بريطانيا، كلما جرى تصعيد في الأوضاع في قضية الشرق الاوسط "فلسطين". وتعرضت الوزيرة سعيدة وارسي، للرشق بالبيض في الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2009 في منطقة بيري بارك ذات الأغلبية المسلمة، حيث اتهمها المحتجون وهم من الذكور، بأنها "مسلمة غير ملتزمة، وانها تؤيد قتل المسلمين في أفغانستان" العرب أونلاين