أعلن رئيس الوزراء البريطاني الجديد، وزعيم حزب المحافظين، ديفد كاميرون، أنه سيشكل مع الديمقراطيين الأحرار حكومة ائتلافية "قوية ومستقرة" لمواجهة المشاكل "العميقة والملحة" التي تمر بها البلاد. وقال كاميرون في كلمة ألقاها بداونينغ ستريت، بعد توليه منصبه، إنه "مستعد ليعمل مع زعيم الديمقراطيين الأحرار، نيك كليغ ، على تجاوز الخلافات الحزبية والعمل من أجل المصلحة الوطنية". وأضاف زعيم حزب المحافظين أن حكومته الائتلافية ستواجه جملة من التحديات، أبرزها العجز المالي الضخم، والمشاكل الاجتماعية العميقة، والحاجة إلى إصلاح النظام السياسي. وقد تطلب اتفاق تشكيل الحكومة الائتلافية بين المحافظين والأحرار ذوالذي لم يعلن بعد عن تفاصيلهذ خمسة أيام من المفاوضات المكثفة. وسيسمح الائتلاف الحكومي الجديد لحزب الديمقراطيين الأحرار بالمشاركة في السلطة لأول مرة منذ نحو 90 عاما. استقالة براون وكلفت ملكة بريطانيا ، إليزابيث الثانية ، ديفد كاميرون بتشكيل الحكومة البريطانية بعدما قدم رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، استقالته للملكة إثر خسارته في الانتخابات العامة. وكان براون، زعيم حزب العمال، قدم استقالته للملكة بعد حلول حزبه ثانيا في الانتخابات، وفشل مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية بين العمال والأحرار. ويعود فشل المفاوضات إلى الخلافات الحادة بين الحزبين, إضافة إلى رفض عدد من القيادات الكبيرة في حزب العمال الدخول في صفقة أو ائتلاف حكومي مع الديمقراطيين الأحرار. وفاز حزب المحافظين بأكبر عدد من المقاعد في انتخابات الخميس الماضي دون الحصول على الأغلبية البرلمانية التي سيحققها من خلال الائتلاف مع حزب الديمقراطيين الأحرار الذي حل ثالثا في الانتخابات. فقد حصل المحافظون على 306 مقاعد مقابل 258 لحزب العمال, في حين حصل حزب الديمقراطيين الأحرار على 57 مقعدا بمجلس العموم المكون من 650 مقعدا. من جهتها ، اعربت الصحف البريطانية عن ارتياحها لتشكيل المحافظ ديفيد كاميرون حكومة ائتلافية اخرجت البلاد من الازمة التي اعقبت الانتخابات, محذرة في الوقت نفسه من ان هذا التحالف قد لا يصمد طويلا. واجمعت الصحف على الترحيب بانتهاء مرحلة عمتها البلبلة ، وشهدت مفاوضات محمومة بين الاحزاب البريطانية الثلاثة الرئيسية ، سعيا للتوصل الى تسوية. وتصدرت معظم الصحف صور كاميرون عند باب مقر رئاسة الحكومة ، الى جانب زوجته الحامل سامانتا. وعنونت صحيفة «دايلي تلغراف»(المحافظة) كاميرون, رئيس للوزراء مشيرة الى انه شكل مع الديموقراطيين الاحرار ائتلافا تاريخيا. وكتبت ان تشكيل ائتلاف حاكم بين المحافظين والديموقراطيين الليبراليين وضع حدا لاحدى الحقبات الاكثر اضطرابا في التاريخ السياسي الحديث للبلاد. ورأت صحيفة «فاينانشل تايمز» ان فترة الغموض السياسي وصلت الى نهايتها انها النتيجة الملائمة للبلاد. غير ان العديد من الصحافيين حذروا من ان الائتلاف الجديد قد لا يصمد طويلا في مواجهة التحديات الهائلة التي يواجهها. وتسعى بريطانيا لتوطيد انتعاش اقتصادي هش بعد خروجها من اسوأ انكماش اقتصادي عرفته منذ الثلاثينيات, وقد اقرت الاحزاب الثلاثة الرئيسية بانه سيترتب الحد من الانفاق العام. وحذرت صحيفة «تلغراف»، التي دعمت المحافظين في الانتخابات، من ان كاميرون يواجه اصعب ارث سياسي في التاريخ الحديث. وكتبت ان البلاد تواجه فترة من التقشف ستولد اصعب التحديات. وختمت محذرة من ان حكومة ائتلافية لن تكون مرضية ولن تدوم طويلا. واشارت جميع الصحف الى الصعوبات التي تنتظر الحكومة الجديدة ؛ وكتبت صحيفة ذي صن ، المؤيدة للمحافظين، ان كاميرون يواجه مهمة هائلة. وكتبت ان العالم يراقب ليرى ان كانت بريطانيا جادة بشأن خفض العجز في ميزانيتها البالغ163 مليار جنيه استرليني (143 مليار دولار). انه اختبار لا يمكن للحكومة ان تفشل فيه. وعنونت صحيفة «تايمز» (وسط يمين) اعتماد التغيير ، مشيرة الى ان الزعيم المحافظ بدأ حقبة سياسية جديدة محذرا من ان +مهاما صعبة وشاقة تنتظر الحكومة الجديدة، وكتبت «فاينانشل تايمز» ان الباب يغلق على13 عاما من الحكم العمالي. ورأت ان اتفاق تقاسم السلطة لم يركز على معالجة المشكلات الكبرى, معتبرة انه يفتقر الى استراتيجية ذات مصداقية لاصلاح المالية العامة ورأى كاتب الافتتاحية في الصحيفة المالية ، فيليب ستيفنز، ان السياسة البريطانية حافلة بلحظات توصف بانها تاريخية, لكن هذه اللحظة ينبغي ان تقاوم اختبار الزمن. لكنه اشار الى انه لا يعرف ان كان الائتلاف الجديد سيصمد ، موضحا انه تم تجاهل الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد في المناورات التي جرت في الايام الاخيرة. وتحت عنوان وصول كاميرون ، اعتبرت صحيفة «غارديان» (وسط يسار) ان بريطانيا تقوم بخطوة في المجهول بعد الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية. وذكرت الصحيفة ان وزير المالية الجديد ، جورج اوسبورن، يواجه مهمة لا يحسد عليها تقضي باقناع خبراء المال في بورصة لندن بانه قادر على الاضطلاع بهذا الدور