استأنف الحزبان المعارضان الرئيسيان في بريطانيا محادثاتهما للتوصل الى اتفاق للمشاركة في الحكم بعد الانتخابات غير الحاسمة التي أجريت الاسبوع الماضي، وأثارت قلق الاسواق من حدوث جمود سياسي. ويحاول حزب المحافظين المنتمي لتيار يمين الوسط ،بزعامة ديفيد كاميرون، وحزب الديمقراطيين الاحرار الاصغر التوصل الى اتفاق قد يقود الى أول حكومة ائتلافية في بريطانيا منذ سبعينيات القرن الماضي. وتركزت المحادثات على ايجاد افضل السبل لاعادة بناء الاقتصاد بعد أسوأ ركود منذ الحرب العالمية الثانية، ولتخفيض العجز القياسي في الموازنة العامة. ويظل غوردون براون، زعيم حزب العمال، الذي يقود بريطانيا منذ عام 1997 ، رئيسا للوزراء مع تواصل المحادثات وهو لايزال يحدوه أمل في استقطاب الديمقراطيين الاحرار والاستمرار في السلطة. وفاز حزب المحافظين بمعظم المقاعد في انتخابات الخميس الماضي، لكن كان ينقصه20 مقعدا لتحقيق أغلبية في البرلمان المكون من650 مقعدا. ويسعى المحافظون لنيل دعم حزب الديمقراطيين الاحرار، بزعامة نيك كليغ الذي جاء في المرتبة الثالثة في الانتخابات لتشكيل ائتلاف رسمي او ابرام اتفاق للمشاركة في السلطة. ونقلت محطة تلفزيون سكاي نيوز، عن مصادر من الديمقراطيين الاحرار، قولهم انهم متفائلون باحتمال التوصل الى اتفاق. وأمام الجانبين وقت محدود لابرام اتفاق لان الاسواق القلقة بالفعل بسبب الازمة المالية في اليونان تتعجل اتفاقا سياسيا. وقال وزير المالية اليستير دارلنغ ان الاسواق تدرك تماما أن الامر يتطلب اجراء محادثات بعد النتائج غير الحاسمة ، لكنه أكد على ضرورة التوصل الى اتفاق سريعا. وقال دارلنج لهيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي المهم هو تشكيل حكومة بريطانية بأسرع ما يمكن... لا نريد أن يطول الامر. تأتي مرحلة لابد وأن تقرر عندها قبول الامر أو رفضه. ويستمر براون، الذي جاء حزبه في المرتبة الثانية بفارق كبير في الانتخابات، في منصبه لتصريف الاعمال بشكل مؤقت. لكنه يقف على أهبة الاستعداد لمحاولة التحالف مع الديمقراطيين الاحرار المنتمين ليسار الوسط في حال عدم توصلهم الى اتفاق مع المحافظين. من ناحية أخرى، تتزايد الضغوط على رئيس الوزراء البريطاني، زعيم حزب العمال، غوردون براون، من داخل صفوف حزبه وشعبياً لإعلان تنحيه عن زعامة الحزب بعد أن أسفرت الانتخابات العامة عن برلمان معلق، في وقت عقد زعيما حزبي المحافظين، الفائز بأكبر عدد من المقاعد، ديفيد كاميرون، والديمقراطيين الأحرار، نك كليغ، اجتماعا ثانياً في غضون 24 ساعة لبحث التشارك في حكومة ائتلافية. من جانب آخر، ذكرت صحيفة اصندي تليغرافب أن شخصيات بارزة من حزب العمال تتساءل الآن ما إذا كان موقع براون كزعيم للحزب يعرقل أي فرصة مهما كانت صغيرة أمام التوصل لاتفاق على تقاسم السلطة مع حزب الديمقراطيين الأحرار. وأضافت الصحيفة أن وزير الخزانة، اللورد بيتر ماندلسون، جرى اختياره كمسؤول بارز قادر على إقناع براون بتحديد موعد رحيله لمصلحة حزب العمال. وكشفت الصحيفة أن وزير المناخ، إد ميليباند، شقيق وزير الخارجية، ديفيد ميليباند، أبدى استعداده للمشاركة في التنافس على زعامة حزب العمال حتى لو كان ذلك يعني الوقوف ضد شقيقه ديفيد. ودعا النائب العمالي جون مان، الموالي سابقاً لبراون، زعيم الحزب إلى الاستقالة من منصبه، بسبب ما اعتبره اأداءه السيئ كرئيس للوزراء.