فشل حزب المحافظين البريطاني في الحصول على أغلبية مطلقة في الانتخابات التشريعية التي جرت أول أمس الخميس في بريطانيا ,وبالتالي ليس بإمكانه تشكيل حكومة بشكل تلقائي. وأفادت النتائج الرسمية لهذه الانتخابات التي نشرت في615 دائرة انتخابية من أصل650 أن المحافظين حصلوا على290 مقعدا في مجلس العموم(36.1 بالمائة) ولم يتبق سوى35 دائرة انتخابية لم يتم فرز الأصوات فيها. وحتى إذا حصل المحافظون على هذه الأصوات فهي لا تكفي لتشكل الأغلبية المطلقة المتمثلة ب326 مقعدا من650 في مجلس العموم. وإذا بات المحافظون واثقين من الفوز بالأصوات فإنهم قد لا يتمكنون من تشكيل حكومة إذا تمكن حزب العمال الحاكم بزعامة غوردن براون (247 صوتا و 29.2 بالمائة من الاصوات) من تشكيل حكومة ائتلاف من حزب الأحرار الديموقراطيين بقيادة نيك كليغ الذي حصل على51 مقعدا ( 9.22 بالمائة من الاصوات) وقد بلغت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات1 ر65 في المائة مقابل61 في المائة في انتخابات2005 وكان حزب العمال يشغل في المجلس المنتهية ولايته345 مقعدا وحزب المحافظين 193 مقعدا والليبراليون الديمقراطيون63 مقعدا. و في غياب دستور مكتوب, تنص كل الاعراف على ان يكلف رئيس الوزراء المنتهية ولايته, اي غوردن براون حاليا, محاولة تشكيل حكومة اذا لم يحصل اي حزب على الاغلبية المطلقة المحددة ب326 مقعدا. ويمكنه تشكيل «حكومة اقلية» تتمتع بالتأييد الآني لبعض الاحزاب الصغيرة او تشكيل تحالف مع حزب آخر يرجح ان يكون حزب الليبراليين الديموقراطيين. -- اذا نجح براون في تشكيل حكومة, يمكنه ان يعرضها على مجلس العموم والتحقق من قدرتها على الافلات من تصويت لمنع الثقة, وذلك بعد الخطاب التقليدي للملكة في البرلمان التي تقدم البرنامج التشريعي للحكومة, في25 مايو. -- اذا فشل براون في تشكيل حكومة كهذه او اذا لم تحصل على ثقة النواب, يتوجب عليه تقديم استقالته للملكة اليزابيث الثانية. -- وفي هذه الحالة, يرجح ان تدعو الملكة ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين الى ان يحاول بدوره تشكيل حكومة اقلية او ائتلافية. -- واذا لم تحصل اي حكومة على ثقة مجلس العموم, يتم حل البرلمان ويدعى الى انتخابات تشريعية جديدة. و على صعيد آخر سجل الجنيه الاسترليني صباح أمس الجمعة ادنى مستوى له منذ اكثر من عام وسط تخوف من انتخاب برلمان من دون غالبية مطلقة, في الوقت الذي يستمر فيه فرز الاصوات بعد الانتخابات التشريعية التي جرت الخميس في بريطانيا. ويتابع الجنيه عن كثب تقدم نتائج التصويت. فقد انخفض بعيد اعلان التقديرات الاولية التي اشارت الى احتمال تشكيل برلمان «معلق» اي بدون اغلبية مطلقة, ثم تحسن قليلا قبل ان يتراجع من جديد فجرا. وقال هاورد ارشر المحلل في معهد «آي اتش اس غلوبال اينسايت» ان «الاسواق قلقة بشكل واضح من تشكيل حكومة لا تتمتع بقوة كافية لتحسين المال العام» واضاف «بقدر ما تستمر المشاورات وبقدر ما يخرج اتفاق يعد هشا, سيواجه الجنيه والاسهم والسندات صعوبات»» وتواجه بريطانيا اكبر عجز في المال العام بين الدول الكبرى في اوروبا, يبلغ12 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي هذه السنة وعشرة بالمئة العام المقبل, حسب توقعات المفوضية الاوروبية. وسيكون على الحكومة المقبلة القيام بخيارات ميزانية صعبة.