على عكس الرواية التي تشير إلى أن محسن فكري مات "طحنا" في شاحنة نفايات بالحسيمة، بعد أن حاول الاحتجاج على قرار رمي كميات السمك المحجوزة داخل شاحنة النفايات، استغرب جل المتتبعين للشأن الوطني و المحلي خصوصا في الحسيمة و الناظور ، لغياب اي تصريح او دليل – سمعي بصري – يؤكد مقولة " طحن أمو" ، متسائلين في الان نفسه عن الجهة التي أطلقت مثل هذه الإشاعة و التي استفزت مشاعر المغاربة قاطبة و كانت السبب في خروجهم العفوي ليلة مقتل محسن فكري رحمه الله و الايام التي تلتها . و اذا عدنا الى ليلة الحادث المأساوي و استحضرنا من كان في عين المكان و شاهد على وفاة " سماك الحسيمة " و استثنينا بذلك رجال السلطة و المسؤولين على قطاع الصيد و رجال الامن سنجد ان المرحوم كان مرفوقا بثلاثة من شركائه و أصدقائه وزوج خالته و هم جميعهم نفوا ان كانوا سمعوا مثل هذا الأمر – طحن مو- . عماد فكري ، أخ الضحية محسن، كشف من خلال تصريحاته الاعلامية العديدة لوسائل الاعلام الوطنية و الدولية ، أن جزءا كبيرا مما تم الترويج له مغلوط، مؤكدا أن شقيقه صعد إلى شاحنة الأزبال رفقة ثلاثة من شركائه كخطوة احتجاجية استباقية لمنع السلطات من رمي كمية 1170 كيلوغراما من سمك أبو سيف إلى الطحن، قبل أن يفاجأ بتشغيل أيادي مجهولة لآلة الطحن، ليقفز رفاقه الثلاثة من الشاحنة، بينما محسن الذي كان ممددا في حاوية الآلة تعرض للسحق، ليلقى مصرعه". في هذا الصدد، يشير عماد قائلا: "لما تمت عملية طحن أخي كانت كميات 1.2 طنا تقريبا من السمك لاتزال في شاحنته. ما قام به محسن هو محاولة منع السلطات من القيام بعملية الإتلاف من خلال الصعود، رفقة ثلاثة من رفاقه، إلى شاحنة الأزبال في خطوة احتجاجية استباقية قبل أن يتم إتلاف السمك". وأضاف أن شقيقه انتفض ضد الحكرة وليس ضد تطبيق القانون، قائلا:"شقيقي كان يرفض فقط أن يتم إتلاف السمك بشكل مهين أمام عينيه في شاحنة أزبال، وأنه كان يفضل ان يتم منح السمك لدار الطالب أو دار العجزة، كما حدث معه في أكثر من مرة". وبخصوص عبارة "طحن مو" يقول:"لا أحد من الحاضرين أكد لي أنه سمعها، بما في ذلك رفاقه الثلاثة وزوج خالتي الذين كانوا لحظة وقوع الحادث مع محس وأكد عماد بشكل قاطع أن العائلة لم تتعرض "لأي ضغوطات من السلطات أو أي شيء من هذا القبيل، مضيفا "أنا كنت حاضر عندما تحدث وزير الداخلية محمد حصاد إلى والدي وعزاه باسم الملك، ووعد بأن التحقيق سيأخذ مجراه بشكل قانوني ومعمق، وأن كل ما تورط سيلقى العقاب الذي يستحقه" عماد قال أيضا إن العائلة لا تطالب بأي شيء غير معاقبة المسؤولين المتورطين في الحادث والقصاص لشقيقه، كما تطالب العائلة بالحقوق المدنية للشهيد، انتهى تصريح أخ المرحوم محسن فكري . اذن من كان وراء اطلاق هذه الكلمة " الاشاعة " و التي لا أساس لها من الصحة ، لتصبح فيما بعد اشهر " هاشتاغ في الفيسبوك و مواقع تواصل اجتماعية اخرى ، خدمة لأجندة أخرى الغرض منها استغلال وفاة محسن فكري و الركوب عليها و اعتبارها فرصة للخروج و التظاهر و هو ما أكده مسؤول حكومي سابقا على أن الجهات التي تدعو للاحتجاج معروفة ودائما ما تخرج في هذه المناسبات، في إشارة منه إلى مناضلي الأحزاب اليسارية الراديكالية التي تنشط بالمدينة، وكذا جماعة العدل والإحسان. و تعليقا عن الموضوع قال المحلل السياسي منار السليمي في لقاء خاص على قناة ميدي 1 تيفي أن هناك جهات خارجية تريد الركوب على الاحتجاجات التي يشهدها المغرب على خلفية مقتل محسن فكري بمدينة الحسيمة بطريقة مأساوية .. و اشار السليمي الى أن العديد من التظاهرات خرجت لدواعي انسانية تطالب بتطبيق القانون وهو ما يجري اليوم لكن الخطير هو الاستغلال السياسي لهذه القضية حيث لوحظ أن هناك خطر آخر بدأ يظهر وهو محاولة إختراق هذه التظاهرات و الركوب على الأحداث لأجندات خارجية تحاول ضرب الاستقرار و الامن في المغرب من جهة اخرى نفت التحقيقات التي قامت بها النيابة العامة وجود أي نية في القتل العمد و تؤكد أن هاشتاغ "# طحن-مو"، الذي انتشر مباشرة بعد وفاة "بائع السمك" المرحوم محسن فكري، لا أساس له من الصحة ، حيث أمرت بفتح تحقيق لمعرفة الشخص أو الجهة التي روجت لهذا الهاشتاغ بهدف اشعال الفتنة و تأجيج الوضع الأمني بالمغرب . و كان الملك محمد السادس أعطى تعليماته للوزير محمد حصاد لإجراء بحث دقيق ومعمق ومتابعة كل من ثبتت مسؤوليته حادث وفاة بائع السمك، محسن فكري، مع التطبيق الصارم للقانون في حق الجميع، ليكونوا عبرة لكل من يخل أو يقصر خلال القيام بمهامه ومسؤولياته.