أكدت مصادر موثوقة أن مسيرة انطلقت صباح يوم أمس الأحد 30 أكتوبر 2016 من الحسيمة في اتجاه إمزورن البعيدة عنها ب 17 كلمترا، تضامنا مع محسن فكري، بائع السمك الذي توفي بآلة ضغط بشاحنة لنقل النفايات بالحسيمة، والتحق مواطنون من تمسمان وبوعياش للمشاركة في الموكب الجنائزي للفقيد، وأضافت المصادر ذاتها أن الحركة الاقتصادية وقفت ببلدة بوكيدارن بسبب ما خلفه الحدث من استياء عارم وسط ساكنة إقليمالحسيمة. وتم أداء صلاة الظهر والجنازة على جثمان الفقيد بمسجد الإمام مالك بإمزورن و دفن جثمانه بمقبرة الشطاري بإمزورن النكور، وأوضحت هذه المصادر أن حصاد وزير الداخلية كان يوم امس الأحد بمنزل الفقيد بتعليمات ملكية رفقة أعضاء من اللجنة المكلفة بالتحقيق في موت الفقيد محسن. وعلاقة بهذا الحدث المأساوي، أوضحت السلطات المحلية لإقليمالحسيمة، في بلاغ، أن الشاحنة التي توفي فوقها محسن كانت بصدد إتلاف كمية من الأسماك الممنوعة الصيد تم حجزها من طرف المصالح الأمنية بأمر من النيابة العامة المختصة. ويذكر أن الفقيد هو تاجر سمك ينحدر من مدينة امزورن، ضواحي الحسيمة، قام بإلقاء نفسه وسط الشاحنة احتجاجا على مصادرة سلعته، لتصيبه آلة ضغط على الفور و ترديه قتيلا، وهو ما فجر موجة غضب كبيرة بالمنطقة، حيث خرج عدد من المواطنين للاحتجاج أمام مفوضية الأمن والمحكمة الابتدائية بالمدينة. وحل كل من عامل اقليمالحسيمة والوكيل العام للملك إلى المكان الذي يعتصم فيه الاف المواطنيين في الشارع العام بالقرب من محيط المحكمة الابتدائية ومقر الأمن الإقليمي للأمن بالحسيمة في الثالثة صباحا، احتجاجا وغضبا على الطريقة البشعة التي توفي بها تاجر السمك، وهو يطحن داخل حاوية لنقل الأزبال بعد مصادرة السلطات لكمية من بضاعته. ووعد عامل الإقليم وهو يخاطب المعتصمين بفتح تحقيق استعجالي للوقوف على ما جرى، وتشكيل لجنة لهذا الغرض، مؤكدا وهو يقدم التعازي لأسرة الفقيد، أن الحادثة أفجعت ساكنة الإقليم بشكل عام. و كان الضحية قد فارق حياته داخل حاوية الأزبال مساء يوم الجمعة الماضي بعدما سارع لاسترجاع بضاعته إثر مصادرتها من قبل عناصر الأمن، و حجزها بعد ذلك بطلب من مندوبية الصيد، حيث تقرر إتلافها و نقلها في الحاوية المذكورة ووضح السيد الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بالحسيمة في بلاغ بأنه على أثر وفاة المسمى قيد حياته محسن فكري بمدينة الحسيمة بشاحنة لجمع النفايات مساء يوم الجمعة 28 أكتوبر 2016، أنه قد أمر بفتح تحقيق عهد به إلى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، من أجل البحث عن حقيقة الحدث وأسبابه وتحديد المسؤوليات لترتيب الأثر القانوني على ذلك. وأكد مصدر عليم لجريدة العلم أن سائقي الطاكسيات من الصنف ( ب )، نفذوا صباح يوم السبت 29 أكتوبر الجاري، وقفة احتجاجية أمام مقر الأمن الاقليمي، والمحكمة الابتدائية بالحسيمة، احتجاجا على مقتل تاجر سمك يعمل بميناء الحسيمة، داخل حاوية شاحنة للأزبال تعمل بآلة ضغط وتدوير، قامت بابتلاعه عندما كان داخلها وهو يحاول استرجاع كمية مهمة من أسماكه تخلصت منها السلطات. ويشار أن تاجر السمك الضحية عندما دخل لحاوية الأزبال بالشاحنة كانت آلة الضغط والتدوير غير مشغلة، ليلقي حتفه بعد إعطاء أوامر من جهات يقال أنها أمنية لتحريك الشاحنة. وطالب سائقو الطاكسيات من جهتهم بفتح تحقيق في هذا الحدث الذي اعتبر كارثة انسانية، وقالوا إن الاحساس بالحكرة والغبن كان وراء مصرع تاجر السمك الذي ترك وراءه عائلته، ومؤكدين أنهم سيذهبون بعيدا للمطالبة بفتح تحقيق نزيه في هذه النازلة. ويذكر أن الضحية كان بعمل أيضا سائق طاكسي صنف( أ)، وكان يعيل عائلة تتكون من أزيد من 7 أشخاص. وأكد مصدر جد مطلع في اتصال هاتفي معه أن العديد من المدن كمرتيل ووجدة وطنجة والعديد من مداشر بالحسيمة نفذوا وقفات احتجاجية تضامنا مع المرحوم محسن فكري وطالبوا بفتح تحقيق جدي في وفاته. واعتبر عادل بنحمزة عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال في تدوينة على حائطه في الفايسبوك أن تغييب الإعلام العمومي لحادثة الراحل محسن فكري، إهانة كبيرة للمغاربة جميعا و رفعا لمنسوب الغضب الذي يشعر به كل مواطن و مواطنة بصفة تلقائية، لأنه لا يمكن محاصرة هذا الموضوع إعلاميا في ظل وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني. وأضاف بنحمزة أن صمت الإعلام العمومي هو توريط للدولة ككل، لأنه يرسم في الأذهان أن مسؤولية مقتل الراحل محسن فكري، تتجاوز سقف المسؤولين المحليين، موضحا أن بلادنا منذ 2010 دخلت منطقة الزلازل الاجتماعية والسياسية و ما حدث في بلدان الجوار لازال مستمرا ويحمل دروسا بليغة، اليوم هناك حالة توجس عامة من كل حادثة يمكن قياسها على بوعزيزي تونس، ورغم أنه على مدى 5 سنوات الماضية وقعت حوادث مماثلة لم تتحول إلى ما يراهن عليه البعض، فإن التعاطي الرسمي كان دائما يستحضر الأسوء بشكل تتحول مع الحادثة في حد ذاتها إلى موضوع عابر وهو خطأ قاتل. وأكدا أن الدولة مطالبة بالتصرف بهدوء ومسؤولية، وهناك قوانين يجب تطبيقها و عقوبات يجب إنزالها بالحزم والجدية اللازمة، و التواصل مع المغاربة عبر إعلامهم الرسمي، بدل ترك الرأي العام ضحية تحريض قنوات أجنبية تتجاوز الحادثة إلى قضايا أخرى. وعلى إثر الحادث المؤلم أكد بلاغ لوزارة الداخلية أن الملك محمد السادس أصدر تعليماته لوزير الداخلية للتوجه يومه الأحد 30 أكتوبر 2016 لمدينة الحسيمة لتقديم تعازي ومواساة جلالته إلى عائلة المرحوم. وقد أبلغ وزير الداخلية عائلة الفقيد التعليمات الملكية لإجراء بحث دقيق ومعمق ومتابعة كل من ثبتت مسؤوليته في هذا الحادث مع التطبيق الصارم للقانون في حق الجميع، ليكونوا عبرة لكل من يخل أو يقصر خلال القيام بمهامه ومسؤولياته./