على عكس الرواية التي تشير إلى أن محسن فكري مات "طحنا" في شاحنة نفايات بالحسيمة، بعد أن حاول الاحتجاج على قرار رمي كميات السمك المحجوزة داخل شاحنة النفايات، كشف عماد فكري (29)، أخ الضحية محسن، ل"أخبار اليوم" أن جزءا كبيرا مما تم الترويج له مغلوط، مؤكدا أن شقيقه صعد إلى شاحنة الأزبال رفقة ثلاثة من شركائه كخطوة احتجاجية استبقاقية لمنع السلطات من رمي كمية 1170 كيلوغراما من سمك أبو سيف إلى الطحن، قبل أن يفاجأ بتشغيل أيادي مجهولة لآلة الطحن، ليقفز رفاقه الثلاثة من الشاحنة، بينما محسن الذي كان ممددا في حاوية الآلة تعرض للسحق، ليلقى مصرعه". في هذا الصدد، يشير عماد قائلا: "لما تمت عملية طحن أخي كانت كميات 1.2 طنا تقريبا من السمك لاتزال في شاحنته. ما قام به محسن هو محاولة منع السلطات من القيام بعملية الإتلاف من خلال الصعود، رفقة ثلاثة من رفاقه، إلى شاحنة الأزبال في خطوة احتجاجية استباقية قبل أن يتم إتلاف السمك". وأضاف أن شقيقه انتفض ضد الحكرة وليس ضد تطبيق القانون، قائلا:"شقيقي كان يرفض فقط أن يتم إتلاف السمك بشكل مهين أمام عينيه في شاحنة أزبال، وأنه كان يفضل ان يتم منح السمك لدار الطالب أو دار العجزة، كما حدث معه في أكثر من مرة". يتذكر عماد أن السلطات اعترضت في الصيف شاحنة للسمك بيعت لشقيقه وتمت مصادرة كل الكميات، غير أنه تقبل القرار بعد أن تأكد من أن السمك ذهب إلى دار الطالب ودار العجزة. ويقول إن محسن الخبر والدته بالحادث قائلا: "خسرت نحو 30 ألف درهما، ولكن النقود لا تهم ما دمت متأكدا أن السمك تم منحه للفقراء"، ويضيف عماد أنه "عند الالتزام بالقانون يتم أخذ السمك إلى دار الأيتام او العجزة، لكن ما حدث في يوم الجمعة 27 أكتوبر هو أن السلطات قفزت على القانون وهذا هو الذي حاول أخي منعه". وأردف قائلا:"محسن اشترى طن و170 كيلوغراما من السمك من المرسى ب45 ألف درهما تقريبا، وكان سيبيعها تقريبا ب60 ألف درهما.. في النهاية، ليس المال هو ما كان يهمه". يكشف عماد بصعوبة عن آخر عبارة تلفظ بها شقيقه محسن قبل تلك الآهات الأخيرة من جراء قوة الطحن، قائلا:"حسب ما أخبرني به رفاقه، فإن محسن قال لهم بنوع من المزاح: "سأستحم فيما بعد"، في إشارة إلى أنه بعد الانتهاء من الاحتجاج سيستحم من الأوساخ التي لصقت بها، بينما هو ممدد في آلة الطحن قبل تشغيلها". وبخصوص عبارة "طحن مو" يقول:"لا أحد من الحاضرين أكد لي أنه سمعها، بما في ذلك رفاقه الثلاثة وزوج خالتي الذين كانوا لحظة وقوع الحادث مع محسن". يشير عماد إلى أنه بعد أن تم نقل محسن إلى المستعجلات قام رفقة شقيق آخر له بتفحص شاحنة السمك التابعة لأخيه والتي تمت مصادرتها قبل "أن نجد أنها كانت مليئة بسمك مثلج ومرتب بعناية، مما يعني أن شقيقي صعد إلى الشاحنة كخطوة احتجاجية استباقية فقط". وأكد عماد بشكل قاطع أن العائلة لم تتعرض "لأي ضغوطات من السلطات أو أي شيء من هذا القبيل، مضيفا "أنا كنت حاضر عندما تحدث وزير الداخلية محمد حصاد إلى والدي وعزاه باسم الملك، ووعد بأن التحقيق سيأخذ مجراه بشكل قانوني ومعمق، وأن كل ما تورط سيلقى العقاب الذي يستحقه" ويتذكر عماد أنه تدخل أمام الوزير حصاد قائلا:"إذا كان شقيقي خالف القانون كان يجب عليهم أن يطبقوا القانون، وليس القيام بما قاموا به". عماد قال للجريدة إن العائلة لا تطالب بأي شيء غير معاقبة المسؤولين المتورطين في الحادث والقصاص لشقيقه، كما تطالب العائلة بالحقوق المدنية للشهيد.