فوجئوا بصور جنسية لفلذات أكبادهم. بناتهم في وضعيات جنسية غاية في الإثارة. صورهن تناقلها، على نطاق واسع، رواد الصفحة الإجتماعية “الفايسبوك”. إنهم أولياء أمر تلميذات تم التشهير بهن بالمدينة الحمراء. آباء وأمهات أجبرو على اجترار مرارة عيش “الشوهة”. إحدى الأمهات حاولت الانتحار لولا تدخل الجيران الذي منعوها من ذلك. تلميذات مراهقات من فتيات المؤسسات التعليمية، لازلن يعشن مرحلة اكتشاف الذات. تم التغرير بهن، ودفعن بشكل انتهازي لولوج سوق “التصريح بمتتلكاتهن الجسدية”، مع توثيقها بصور إلكترونية. فوجئن بعدها بنشر «الفضيحة» على صفحات الموقع الإجتماعي الذائع الصيت. أحياء المحاميد وأزلي، إيزيكي والمسيرات، جالت العيون الحاقدة على فضاءات بعض مؤسساتها التعليمية. اقتنصت هناك فتيات بريئات في سن الزهور. زجت بهن في متاهات التقاط صورهن الجنسية، لعرضها مجانا على رواد الموقع، مع إصرار غريب على التشهير بضحاياها، وحشرهن في زاوية الفضيحة العلنية. الجهات التي وقفت وراء العملية، أمعنت في إذلال ضحايا والتشهير بهن. لم تتردد في إرفاق صور التلميذات بمعلومات وافية عن كل ضحية. تكشف بشكل سافر عن اسمها الشخصي والعائلي، وكذا المؤسسة التعليمية التي تتابع، وعنوان سكناها. مع تعليقات حاطة بالكرامة الإنسانية، وأوصاف نابية يمجها الذوق السليم. عشرات القاصرات من تلميذات المدارس، التقطتهن العدسة الغادرة، وهن في أوضاع جنسية. بشكل انتقامي فج لم يراع كرامة الضحايا وسمعة أسرهن، ولم يرحم براءة طفولتهن الجامحة، تقرر توجيه ضربات قاصمة للعرض والشرف، عبر نشر تلك الصور وإرفاق كل واحدة بتعليق الذي يكشف ما ظل مستورا. ولأن الحقد الدفين الذي يقف خلف العملية، قد كشر عن أنياب انتقامه، وعرى عن مخالب آثامه، فقد ووجهت النداءات المطالبة بوقف نزيف التنكيل بأعراض القاصرات الضحايا، بالرفع من إيقاعات التشهير. فتحت صفحات جديدة وتم تضمينها بفيديوات. شرائط توثق بالصوت والصورة للحظات حميمية. لحظات غاية في الخصوصية، كان من المفترض أن تبقى رهينة الأبواب المغلقة، وسرا دفينا لايعلمه إلا الله ومقترفوه. المعلومات المتوفرة، تؤكد أن المصالح الأمنية بالمدينة، قد وضعت نيران هذه “المحرقة الأخلاقية” تحت مجهر تحقيقاتها. بالفعل فقد شرعت عناصر مختصة في تعقب الخيوط أملا في الوصول إلى الجهات المتورطة في إشعال نار الفضيحة الجديدة. فضيحة لن تنتج سوى مآسي اجتماعية معقدة، وتؤدي إلى تفكيك أسر بكاملها، خصوصا مع ذلك الإصرار على التشهير بالضحايا، والكشف عن هوياتهن وعناوين منازل أسرهن.