تتواجد مغارة ( عزيزة ) ، في جبل محاذ لنهر ( كير ) ، على مقربة من قرية : ( تازكارت -- TAZGGARTE) ، الواقعة في النفوذ الترابي والإداري لقيادة " بودنيب " بإقليم الرشيدية ، على بعد حوالي 60 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من بلدة " كرامة ". الحديث عن تسمية هذا اللغز الطبيعي الغريب ، يجرنا - بادئ ذي بدء - لسرد الرواية الشفهية المشهورة ، التي استقيناها من أهالي المنطقة ، و مفادها أن أرملة راعية ، تنتسب لقبيلة عربية منحدرة ، من هوامش بادية " بوعنان " ، تدعى : ( عزيزة ) --- كانت تقيم بالمنطقة ، قبل قرنين تقريبا ، إثر رحيل شريك حياتها إلى دار البقاء --- أصيبت بانهيار عصبي ، في يوم ممطر ، بسبب عدم قدرتها ، على الإيفاء بمتطلبات أيتامها الثلاثة ، فالتجأت إلى الكهف بمفردها ، ولقيت حتفها ، بعد أن ضلت الطريق في أعماقه ، و تعذر عليها الرجوع إلى خيمتها وفلذات كبدها...... وكيفما يكن من أمر ، فإن المعطيات المستوحاة من صميم الواقع الراهن ، و الواردة من عين المكان ، تؤكد بأن حدود مغارة (عزيزة ) غير معروفة لحد الآن ، و أن كل من حاول التوغل في غورها ، لاكتشاف أسرارها ، والإلمام بخباياها ، يعود بخفي حنين... بعد أن يعجز عن مواصلة مساره ، جراء تشعب وصعوبة مسالكها الداخلية..... إلا أن هواة المغامرة ، الذين يترددون عليها من وقت لآخر ، يجمعون بالمقابل ، على أن المياه المتدفقة التي يكتنزها جوفها ، تقطع عشرات الكيلومترات لتصل إلى العين الزرقاء : ( مسكي ) ، بضواحي مدينة الرشيدية... ويستدلون على ذلك بالصباغة التي نثرها أحدهم في أحد المجاري ، فوصلت بعد أيام قلائل ، إلى الوجهة المشار إليها...... أملنا أن يلتفت مسؤولو القطاع السياحي ببلادنا إلى مثل هذه الكنوز ، وأن يعلموا بأن المغرب العميق يزخر بمؤهلات طبيعية ، تأسر عين السائح ، وتجعله يستمتع بالعوالم الأخاذة ، التي يبحث عنها....