أكثر من سنتين مرت على كارثة الفيضانات التي دمرت مناطق من بلدة كرامة و بودنيب إقليمالرشيدية, حيث شهدت هذه المناطق على غرار مناطق أخرى من المملكة فيضانات غير مسبوقة خلال شهر أكتوبر من عام 2008 خلفت ورائها كارثة حقيقية, وجعلت من بلدة كرامة وبودنيب مناطق منكوبة بامتياز. خسائر مادية فادحة حيث أتت على العديد من المنازل وجرفت قصور بأكملها ببودنيب, ناهيك عن الأراضي والمزارع الفلاحية وقطعان من الماشية تعود لمواطنين فقراء لا دخل لهم. ورغم مرور هذه المدة من حدوث الكارثة, فان المتضررين لا زالوا يعيشون مأساة حقيقية , إذ لم تصلهم سوى مساعدات لا ترقى إلى استرجاع ولو ثلث ما فقدوه,ولم يتوصلوا إلا بمساعدات غذائية ضئيلة وبعض الأفرشة من جمعيات مدنية, فيما لم يتوصلوا من السلطات إلا بقدر غير كافي من الأموال لا يكفي لبناء ما جرفته المياه, خاصة وأن الإعانات وقع فيه الكثير من التجاوزات و الانحياز, إلى حدود أن المستفيدين وهم كثر ممن لم يصبهم أي أذى, كما وقع في بلدة كرامة. وكانت السلطات الإقليمية السابقة قد اجتمعت مع المتضررين في كلتا البلدتين على أساس طمأنة السكان, بالوعود التي لم يتم الإيفاء بها, خاصة وأنها أعطيت عندما كان السكان في حالة غليان و تشنج, فكانت الاجتماعات معهم فقط لإطفاء غضبهم كما صرح للجريدة العديد من الفاعلين الجمعويين الذين التقينا هم. لم تنفذ الوعود التي أعطيت لنا من طرف المسئولين الإقليميين السابقين بعد الفيضانات,يقول رئيس جمعية محلية فضل عدم ذكر اسمه بمنطقة كرامة,وما زال المتضررون يعيشون على أعصابهم, وما زالت المنطقة تعيش على وقع خسائر الفيضانات, حيث المزارع ما زالت مردومة بالطمي ومازالت المنازل مهدمة, والسكان يعيشون بين الترحال والمبيت في الكهوف والمغاور. والطريق الفاصلة بين تيط نعلي وكرامة الوعرة المسالك التي وعدنا بتزفيتها مازالت كما هي وإذا ما تهاطلت الأمطار هذه السنة فستتكرر الفاجعة, كما أن القنطرة الرئيسية للولوج إلى مركز كرامة لم يتم بنائها كما قيل خاصة وأن نهر كير يمر فوقها والتي تعود إلى فترة الحماية أسوة بالطريق الرئيسية الفاصلة بين كرامة وأيت خوجمان الضيقة والمحفرة والتي تتسبب في عدة حوادث سير مميتة. من جهته, أوضح ل.س. عضو المجلس الجماعي لبودنيب للجريدة, أن المناطق المتضررة ببودنيب, وخاصة قصر بودنيب الذي جرفته السيول إضافة إلى المزارع والماشية, فقد تم تعويض المتضررين بمنحة قدرها 30 ألف درهم للمتضرر مع منح بقعة أرضية للسكن, كما أن قصر بودنيب يضيف المستشار, يخضع الآن إلى ترميم وإعادة البناء من طرف مؤسسة العمران التي خصصت غلاف مالي يقدر بسبعة ملين درهم, إلا أن القصور الأخرى المتضررة من فيضانات 2008, يشير ل.س. (الكر عان,أولاد اعلي, قدوسة وتازكارت), هاته القصور توصل المتضررون بخمسة عشر ألف درهم فقط, ما جعل السكان يكونون لجنة لتقديم ماف مطلبي إلى السلطات المختصة قصد الزيادة في التعويض أسوة بمتضرري قصر بودنيب, لأنهم اعتبروا هذه المساعدات غير متكافئة.