أصبح معظم الشباب المغربي ،من خلال بعض اللقاءات وكذا مواقع التواصل الاجتماعي اضافة الى عدة دراسات ،لا يثق بنسبة كبيرة في اللعبة السياسية التي لا تخلو من تجاوزات و خروقات، حتى أصبح دور الشباب منحصرا في المراقبة بدل أن يشارك بطريقة فعلية ومباشرة قي العمل السياسي ،ويأتي عزوف الشباب عن المشاركة السياسية نظرا لهيمنة النخب السياسية المسنة في التجربة على مجريات العمل السياسي وعدم افبال الأحزاب السياسية على عدم ترشيح الشباب ذوي الكفاءات والخبرات في الانتخابات المحلية، واكتفائها بفئة المسنين خصوصا ذوي النفود و الجاه.أمام هذه الوضعية التي تتكرر موسميا،اقتنع الشباب بعدم منح ثقته لأي مكون سياسي كيفما كان توجهه ومبادئه، خصوصا بعدما فشلت كل البرامج السياسية التي لم تغير من الواقع شيئا . ونظرا لهذه الحالة السياسية التقليدية و المتأزمة، وكذا انتشار البطالة في صفوف هذه الفئة الشابة وخاصةالمتعلمة منها، اتخدت هذه الأخيرة العمل في الجمعيات كبديل احتضنتهم و احتضنت أفكارهم، وشكل العمل الجمعوي ،أمام النفور و الفتور العميق بين الشباب و السياسة، بالنسبة لهم متنقسا لتلاقح وتبادل الأفكار و اطارا يجمعهم للنظر في مصيرهم و مصير منطقتهم، وكيف السبيل لتحقيق تنمية محلية ،مما يساعدهم في التأثير في واقعهم . ان انخراط الشباب في الجمعيات و كذا العمل في هيئات المجتمع المدني، يعطي لها حق المشاركة في تدبير الشأن العام، و ان بشكل غير مباشرة، من خلال المساهمة في تطوير المجتمع ودعم التنمية و المساهمة في محاربة بعض الظواهر السلبية، في ظل المسافة الماراطونية التي تفصل بين الشباب كطاقة بديلة وبين البرامج السياسية الملوثة ،في انتظار اعطاء أولوية للشباب كفاعلين رئيسيين في اللعبة السياسية كما نص على ذلك الدستور الجديد. ان الأهمية التي أصبح يحتلها العمل الجمعوي يحتم على الجمعيات الجادة أن تبدل الجهد الكافي لتنويره و الزيادة في نشر اشعاعه، باعتباره حقلا وموقعا للنضال و الابداع الشبابي ،كما أن العمل الجمعوي يشكل وعاءا لصقل ابداعات الشباب، ومده بأسس ثقافية تقدمية بديلة للثقافة السائدة، كما أنه ساهم في خلق وبلورة ممارسة تربوية مناقضة ومناهضة لكل أشكال الاستهدافات التي كانت تكرسها بعض التوجهات التي تسعى الى تدجين الشباب، لكونه يشكل عنصر عدم الاستقرار السياسي و الاجتماعي.