بصفتكم فاعلا جمعويا في المجال الثقافي ما هو تقييمكم للعمل الجمعوي بالصويرة؟ العمل الجمعوي بمدينة الصويرة فيه تراجع، بعد أن كان يعرف نشاطا ثقافيا مهما من قبل العديد من الجمعيات الفاعلة، وهو تراجع كبير أتى بعد هجمة العولمة على الصويرة، حتى أصبحت الثقافة تنحصر في فلكلور كناوة على وجه الخصوص، وبعض الأعمال الفنية التشكيلية التي لم تعد في المستوى الذي كانت عليه، بل لقد كان هناك فنانون كبار حل مكانهم فنانون آخرون لا يستحقون أن يحملوا اسم فنان، ودخلوا في الفن من بابه التجاري، وهم اليوم من يمثلون المدينة، هذا فضلا عن غياب الدعم للعمل الجمعوي بصفة نهائية، لا من قبل المجلس البلدي ولا من قبل السلطات المعنية، بل إن جمعية واحدة معروفة هي من تتلقى الدعم، على غرار الحزب الوحيد، هي تلك التي يترأسها مستشار صاحب الجلالة أندري أزولاي ولا تتعامل إلا مع الجمعيات الموالية لها. كيف تنظرون إلى الواقع الثقافي لدى الشباب؟ يعيش الشباب فراغا كبيرا، إذ لا تتوفر الصويرة على مكتبات وخزانات في المستوى، حتى إن الثقافة ليست هم الشباب، وقد تستضيف شخصية ذات وزن الثقيل لتحاضر، إلا أن أقصى ما يمكنك أن تراه من الحضور لا يتجاوز عددهم عشرين فردا، والثقافة عند الشباب منحصرة في الأنترنيت أو التلفاز، ودار الشباب الوحيدة بالمدينة مهجورة وهي اليوم مهددة بإزالتها، والجمعيات ذاتها مهجورة، ولم يعد لها وزن. ما سبب هذا التراجع؟ وما هو دور القائمين على الشأن الثقافي؟ أيما جمعية كيفما كانت لم يعد عملها تطوعيا بالمفهوم القديم، وهذا هو داء العمل الجمعوي، ومن جانب آخر ينقص العمل التطوعي الدعم المادي، والمفهوم الجديد للجمعيات هو أن تكون لها مشاريع تقدمها إلى الجهات التي تفرض عليها التعاون في مجال محدد، كالمجال النسوي، دون فتح الأبواب في وجه الشباب، أو حديثها عن المشاريع المدرة للدخل، إذ يفرض القائمون على العمل الجمعوي قطاعا معينا. أما مندوبية الثقافة والوزارة المكلفة بالشباب فدورهما منحصر جدا، والفراغ الكبير السائد الآن ينعكس حتى على المجال السياسي، ولذلك ننصح الجميع، لا سيما السياسيين بأن لا يدخلوا في تطاحن بينهم في الاستحقاقات القادمة، بل يجب أن يركزوا قوتهم على عدم العزوف، ليصل الشباب إلى صناديق الاقتراع من أجل التصويت، وهذه مسؤوليتنا جميعا، فعلينا أن أن نزرع في الشباب روح المسؤولية. هذا هو ما نطالب به الجميع، لأن هذا الفراغ غير مجدي لجميع الناس. محمد سوفير فاعل جمعوي