- كيف تقيمون التطور الاقتصادي والتنموي الذي يحدثه مهرجان كناوة في مدينة الصويرة؟ < أنتم ترون بأعينكم، لستم بحاجة لكي أصف لكم. أذكر مثلا أنه قبل أن يكون هناك مهرجان كناوة كانت ثمة فقط ستة فنادق في الصويرة، الآن المدينة تتوفر على أكثر من 130 فندقا. مثال آخر، أصبحت هناك أربع رحلات منتظمة تربط مباشرة بين مطار مدينة الصويرة وبين باريس، بالإضافة إلى رحلات إلى الدارالبيضاء ومدن أخرى، هذا لم يكن ممكنا في الماضي، ففي السابق كان أكبر مشكل تعاني منه مدينتنا هو العزلة. هناك أيضا مشروع الطريق السيار المزدوج الرابط بين الصويرةومراكش الذي أطلق قبل مدة ومن المتوقع أن تنتهي أشغاله عام 2009، بحيث ستصبح الصويرة على بعد حوالي ساعة فقط من مدينة مراكش. هناك مشروع آخر كان يشغلنا منذ حوالي ثلاثين عاما أو أكثر وهو مشروع إنشاء سد قرب مدينة الصويرة، والآن تم الحسم في طلبات العروض لهذا السد قبل ثلاثة أسابيع فقط. في انتظار أن يحل قريبا مشكل التطهير السائل بالمدينة. أريد أن أؤكد أننا فزنا بمعركة تنمية المدينة لكن جزئيا فقط لأن المعركة لازالت مستمرة ولم تنته. أريد أيضا أن أستنكر غياب جامعة عن المدينة. شباب الصويرة لازال يحصل معهم مثلما حصل معي أنا قبل خمسين سنة، لازالوا مضطرين إلى السفر والاغتراب في مدينة أخرى من أجل أن يتابعوا دراستهم الجامعية، وهذا غير معقول. - هل تنوي جمعية الصويرة موكادور المساهمة في خلق بنيات تحتية ثقافية للمدينة، مثلا إنشاء مسرح بالمدينة؟ < أنتم تعرفون أن جمعية الصويرة موكادور تنظم عددا لا يحصى من المهرجانات في المدينة، ليس أولها ولا آخرها مهرجان كناوة ومهرجان مواهب كناوة ومهرجان ليزاليزي ومهرجان أندلسيات الأطلس، وشريب أتاي وهذه كلها بنيات ثقافية. بالنسبة إلى المسرح أنتم على حق، ولكن كيف، هذه المدينة انبعثت بعد أن كادت تندثر بفضل الأنشطة الثقافية الكثيرة التي تحتضنها وبفضل فنانينها، وأضم صوتي إلى صوتكم فنحن لسنا بحاجة إلى مسرح واحد فقط بل إلى أكثر من واحد. - هل تصرون على هذه النقطة لدى وزارة الثقافة مثلا، وهل هناك وعود؟ < طبعا أنا ألح على هذا، وهناك وعود، لكن نحن بحاجة إلى الفعل. أنا أومن بأن هذا سيتحقق، فكما ربحنا عدة معارك تنموية سوف نربح معركة بناء مسرح في الصويرة أيضا، أنا متفائل دائما. - ماذا عن ميزانية مهرجان كناوة وموسيقى العالم؟ إنه أكبر مهرجان في المغرب لكن له أقل ميزانية، ومسألة الميزانية هي في حد ذاتها تحد. ميزانية المهرجان لا تتجاوز حوالي 13 مليون درهم، وأغلب المساهمات فيها تأتي من الخواص، أما المساهمات العمومية فيها، في السنوات الماضية، فقد كانت أقل من الثلث. - كيف تعاملتم مع مشكل انقطاع التيار الكهربائي الذي عانت منه المدينة في الثلاثة أيام التي سبقت المهرجان؟ وهل تم حل المشكل؟ < لقد كانت أزمة حقيقية وعشنا لحظات عصيبة لا تتصور. - هل أثر ذلك على أداء المهرجان هذه السنة؟ < الحمد لله أنه كما رأيتم المهرجان نجح مثل نجاح الدورات السابقة، ولكن طبعا كنا سنكون بحال أفضل لو لم تحدث هذه الأزمة الطارئة في الكهرباء. - ما هي المشاريع القادمة لجمعية الصويرة موكادور؟ < هناك مشاريع طبعا لكن لا أريد أن يعتمد نمو المدينة على شخص معين، رهاننا هو أن تنخرط الأجيال القادمة في تحدياتنا، فالصويرة كانت على وشك الاندثار في التسعينيات لولا أننا أدينا دورنا تجاه مدينتنا. أنا لعبت دوري من أجل المدينة أريد أن يلعب الجيل القادم دوره، وأن يتعلم الدرس. - ماذا عن الاتفاقية التي وقعتموها مع جمعية ألف ومائتي سنة على تأسيس مدينة فاس لترميم زاوية أولاد بلال؟ < أمس وقعنا اتفاقية لترميم زاوية كناوة أولاد بلال ومستقبلا سيأتي دور مدرسة كناوة. هناك مدرسة لكناوة تأسست في الصويرة السنة الماضية لكنها مدرسة متواضعة وهي بحاجة إلى توسعة. تصوروا معي كم عدد المجموعات الشابة من الكناويين التي ظهرت منذ بداية المهرجان؟ كل سنة تظهر من عشرين إلى ثلاثين مجموعة جديدة من الكناويين الشباب وهؤلاء الفنانون الشباب بحاجة إلى مدرسة لكي نضمن استمرار هذا الفن في المستقبل. وأريد أن أبين أن ما نفعله للمحافظة على التراث لا يعني فقط الصويرة بل يعني المغرب والإنسانية ككل، لأن تراثنا تراث إنساني. إن نظيرة صداع الحضارات هي نظيرة عارية من الصحة، وسوف ندعو البروفيسور هانتنغتون الذي ألف كتابه حول صدام الحضارات ليأتي إلى هنا ويرى بعينه كيف تتعايش الحضارات مع بعضها على أرض الصويرة.