أعلن سعد الكتاني، في ندوة صحفية نظمت أول أمس السبت الماضي بأحد فنادق مدينة الصويرة، عن اتفاقية تربط بين جمعية 1200 سنة على تأسيس فاس وبين مهرجان كناوة بالصويرة، تتكفل من خلالها الجمعية بتحمل تكاليف ترميم زاوية سيدي بلال بالصويرة. تم ذلك في حضور كل من أندري أزولاي، مستشار الملك ورئيس جمعية الصويرة موكادور، كما حضر اللقاء معلمون كناويون من مختلف المدن المغربية. ولم يتم الإعلان لا عن قيمة المبلغ المخصص لهذا المشروع ولا عن جدوله الزمني، حيث اكتفى المسؤولون بالحديث عن الأهمية التاريخية لمدينة فاس وأهمية العودة لقراءة التاريخ وجدوى ربط مدينة فاس لعلاقات تراثية وثقافية مع المدن العتيقة المغربية مثل الصويرة. وبالنسبة إلى متتبعي مهرجان كناوة بالصويرة فإن ما ميز هذا اللقاء ليس هو الإعلان عن ترميم زاوية أولاد بلال وإنما إعطاء الكلمة للمعلمية، فلأول مرة على مدى الدورات الإحدى عشرة للمهرجان تنظم ندوة صحفية على شرف المعلمين وحدهم، يأخذون فيها الكلمة ليجيبوا عن أسئلة الصحافيين، وفيما اعتبر البعض تأخر هذه الندوة لسنوات تقصيرا من المنظمين في حق المعلمية اعتبر البعض الآخر الأمر نتيجة لما عرف عن المعلمين من قلة الكلام أمام وسائل الإعلام. وقد أجمع المعلمون لكناويون على امتنانهم لمهرجان كناوة الذي عرف بموسيقى كناوة عبر العالم حسب قولهم، وأتاح لهم الفرصة للقاء فنانين عالميين في موسيقى البلوز والجاز استفادوا من خبرتهم، فيما كشف لمعلم عبد السلام عليكان عن انعقاد لجنة تحضيرية مؤخرا، خاصة بمعلمية كناوة تدرس مشروع استفادة لمعلمين الكناويين من التغطية الصحية في المستقبل القريب. وشهد أمس الأحد اختتام الدورة الحادية عشرة من مهرجان كناوة بحفل للمجموعة الفرنسية الأوركسترا الوطنية لباربيس والمجموعة الشابة واشمن هيت. وبدا أن خلق خشبة تاسعة في ساحة باب دكالة بمهرجان كناوة بالصويرة لم يكن كافيا لاستيعاب كل المهرجانيين الذين حجوا إلى الصويرة هذه السنة للاستمتاع بأجوائها الاحتفالية، وإذا كان هناك من لاحظ أن الإقبال على الحفلات في الساحات الرئيسية، مثل باب مراكش وساحة مولاي الحسن، قد كان أقل نوعا ما من الإقبال الذي عرفته هاتان الساحتان السنة الماضية فإنه لا يختلف اثنان على أن الصويرة قد استقطبت هذه السنة أعدادا من الزوار أكثر مما استقطبته السنة الماضية التي كانت سنة احتفالية بامتياز، لكون مهرجان كناوة كان يحتفل فيها بعيد ميلاده العاشر. ومن أكثر عروض مهرجان الصويرة نجاحا عرض الفرقة الكورية سامولنوري مولكا التي جاءت خصيصا من كوريا وأحيت حفلين نالا إعجاب الجمهور، أحدهما ليلة الافتتاح والثاني يوم السبت في ساحة باب مراكش، كما لاقت جميع حفلات موسيقى الفيزيون التي شارك فيها معلمون كناويون بالعزف والغناء مع موسيقيين أجانب إقبالا كبيرا، مثل حفل رباعي الجاز واين شورتر كوارتت مع لمعلم عمر حياة ليلة الجمعة، وعرض لمعلم مصطفى باقبو مع ثلاثي إيريك لجنيني، وحفل لمعلم عبد النبي الكداري مع الثنائي فيرمين ولسون، لتصل المتعة ذروتها في حفل لمعلم حميد القصري الذي غنى مع كيماني في الخشبة نفسها ليلة السبت الأخير بساحة باب مراكش. من جهة أخرى، أصبح مريدو مهرجان الصويرة مع توالي السنين يعرفون أين يجدون ضالتهم، لهذا فإن حفلات الساحتين الرئيسيتين باب مراكش ومولاي الحسن ليستا الوحيدتين اللتين غصتا بالجمهور الذي يبحث عن موسيقى الفيزيون، وإنما أيضا الرياضات والزوايا الصويرية التي عرفت نجاح حفلاتها الصغيرة، حيث اكتظت دار الصويري، مثلا، ليلة الخميس بالجمهور خلال عرض المجموعة النسائية التقليدية الحضارات، وأيضا ليلة الجمعة خلال حفل الثلاثي الفلسطيني البارع في عزف العود جبران، كما امتلأت جنبات رواق «عند كبير» خلال حفل الفنان الجزائري كريم زياد مع مجموعة لمعلم حميد القصري. المنصات التي شهدت حفلات «الأفتر» (تسمى الأفتر لأنها تنطلق بعد نهاية الحفلات الرئيسية في المهرجان أي بعد منتصف الليل)، التي تمولها إحدى شركات الاتصالات على شاطئ الصويرة أيضا كانت من أسخن نقط المهرجان، حيث حج إلى عرض مجموعة أش كاين مثلا ما يقارب 15 ألف متفرج، رغم أنهم كانوا يقفون على رمال الشاطيء، نفس الحفل شارك فيه الفنان محمد جبارة ليمتد إلى السادسة صباحا بمشاركة مجموعة الفيزيون الشعبي مازاغان من مدينة الجديدة. لتكرر الخشبة ذاتها نجاحها في حفل آخر حضرته المجموعة المغربية العالمية في موسيقى الفيزيون ضركة، ومجموعة الفيزيون ريكي كانكا فايبس وفاس سيتي كلان. وقد استمتع الجمهور بلقاء الإذاعي المعروف نور الدين كرم، الذي خلق جوا مميزا على خشبة الأفتر طوال ليالي المهرجان، لم يكن الإعلامي الوحيد في المهرجان فقد نشطت حليمة العلوي من دوزيم حفلات ساحة باب مراكش فيما قدم الإذاعي منتصر من راديو «ميدي أن» حفلات ساحة مولاي الحسن. وقد احتضنت مدينة الصويرة خلال أيام المهرجان الأربعة عددا من الوجوه المعروفة والمشاهير التي كان الجمهور يراها أحيانا ترقص لأول مرة في انسجام مع موسيقى كناوة، مثل زوجة شاه إيران السابق فرح ديبا وأبناؤها وسفير كوريا بالمغرب وعبد الحميد جمعة، مدير مهرجان دبي السينمائي، والوزير السابق عبد الرحيم الهاروشي وسعد الكتاني رئيس جمعية 1200 سنة على تأسيس فاس والممثل محمد بسطاوي، الذي كان الجمهور يحرص على مناداته باسم بوجمعة وعلى التقاط صور معه.