«خسرت أربعة آلاف درهم من السلع، من سمك وفواكه البحر ولحم وجبن بسبب الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي» تشتكي مريم، صاحبة مطعم بيتزا في المدينة العتيقة بالصويرة وتضيف: «للأسف، اشتريت مخزوني من المواد الغذائية قبل المهرجان استعدادا للإقبال الكبير على محلنا خلال أيام مهرجان كناوة، لكن الربح المنتظر انقلب إلى خسارة». خسارة مريم ليست سوى مثال واحد عن عشرات الخسائر المالية التي لحقت أصحاب المتاجر والمطاعم والفنادق وأيضا تجار السمك بمدينة الصويرة خلال الأسبوع الماضي، فقد عانت الصويرة خلال الأيام الثلاثة التي سبقت مهرجانها الشهير، انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي في عدد كبير من أحيائها، خاصة منهاالتي توجد داخل أسوار المدينة القديمة. وتضيف مريم: «انقطع التيار يوم الإثنين لمدة أربع ساعات ثم عاد نصف ساعة ثم انقطع، أخبرونا في المرة الأولى أن التيار سيعود على الساعة السادسة وبقينا ننتظر في المحل حتى الثانية عشرة ليلا ولم يعد التيار الكهربائي». كانت مريم تحكي بمرارة، وبين الفينة والأخرى تدخل مجموعة من الزبناء فتعتذر لهم بأدب وتوضح لهم أنه لا يوجد اليوم سوى العجائن وليس هناك بيتزا بسبب النقص في اللحوم وفواكه البحر والجبن. سألنا مريم لماذا لا تستعمل المولد الكهربائي لثلاجتها ولإضاءة المحل فقالت: «نحن نوجد قرب السور الأثري للمدينة القديمة لهذا فالسلطات تمنع علينا استعمال المحرك الكهربائي، نستعمل فقط الشموع للإضاءة ليلا عندما ينقطع التيار». في فندق معروف خارج سور المدينة القديمة قال أحد المستخدمين «نعم كانت هناك انقطاعات في التيار الكهربائي، خاصة يومي الثلاثاء والأربعاء، استعملنا الشموع للإضاءة ولم يكن بإمكاننا أن نشغل المكيفات، لكن المطبخ لم يتأثر لأن التيار عاد بعد فترة قصيرة». تجار السمك الذين يشتغلون داخل ميناء الصويرة كانوا من أكبر المتضررين، فبسبب توقف الثلاجات الكبيرة التي تعتمد على الكهرباء في تشغيلها اضطر الكثير منهم إلى بيع أسماكهم في عين المكان وبأثمان أقل من المعتاد. من آثار انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة الصويرة أن وقعت تحرشات وصدامات بالزاوية لكناوية بدرب جبالة حيث كانت تحيى هناك ليلة كناوية حضرها حوالي 400 شخص، مما استدعى تدخل عناصر من الأمن والقوات المساعدة على الساعة الرابعة صباحا من تلك الليلة. وعن أسباب هذه الانقطاعات أجمع عدد من المتضررين أن ممثلي المكتب الوطني للكهرباء شرحوا لهم أنهم كانوا يقومون بأعمال صيانة وتعزيز لشبكة الكهرباء، حيث استقدموا أجهزة جديدة لمواكبة الضغط الكهربائي الكبير الذي تحتمله الصويرة أيام المهرجان. أندريه أزولاي، رئيس جمعية الصويرة موكادور المشاركة في تنظيم مهرجان الصويرة لكناوة وموسيقى العالم الذي انعقد في الفترة ما بين 26 و 29 يونيو الأخير، قال «رغم أن دورة هذه السنة من المهرجان كانت ناجحة إلا أنها كانت ستكون أفضل لولا أزمة انقطاع الكهرباء التي حصلت خلال هذا الأسبوع». وقد علمت «المساء» أن عددا من التجار استدعوا ممثلين عن السلطات المحلية ليعاينوا السلع الفاسدة بسبب انقطاع التيار الكهربائي أو الأجهزة التي لحقها عطب، وذلك بنية مقاضاة المكتب الوطني للكهرباء لتعويضهم عن الخسائر المالية التي لحقتهم.