تعيش مدينة الصويرة كل سنة على إيقاع ثلاث مهرجانات موسيقية دولية ذاع صيتها عبر القارات، ويبقى مهرجان كناوة وموسيقى العالم أهم هذه المهرجانات على اعتبار ما تستقطبه من أعداد لا يستهان بها من الزوار تفوق في الغالب 300 ألف زائر.هذا العدد الهائل من عشاق الجذبة و موسيقى كناوة، يساهم بشكل ملحوظ في إنعاش الاقتصاد المحلي الذي يعتمد بالأساس على القطاع السياحي بعد أن أوصدت المعامل أبوابها منذ عدة سنوات و تحولت بنياتها بالحي الصناعي إلى أطلال . مصطفى في عقده الرابع، متزوج ويعيل خمسة أفراد، وصاحب عربية يدوية لنقل البضائع والأمتعة (كروسة)، يتحدث بانتشاء كبير عن أيام مهرجان كناوة، و يقول أن مدخوله المالي اليومي يفوق بكثير ما يتقاضاه خلال شهر وإن كانت فترة المهرجان قصيرة ولا تتعدى أربعة أيام، و يضيف أن هذا التحسن في موارده المالية يعود لكثرة الزوار الذين غالبا ما يأتون مثقلين بحقائب أمتعتهم لا فرق في ذلك بين زوار مغاربة وأجانب. زميله في مهنة المتاعب سي احمد، يؤكد بنبرة حادة، عكس ذلك، إذ يشير أنه من المبالغة القول بتحسن مداخيل أصحاب العربات المجرورة خلال مهرجان كناوة، بل يمكن القول أنها تتحسن مؤقتا إذ ما إن يسدل الستار على فعالياته حتى تعود حليمة لعادتها القديمة، حيث نجد صعوبات جمة في توفير المصروف اليومي لإعالة أسرنا، و يضيف أنه من بين العوامل التي زادت من تأزم وضعهم الاجتماعي، ظهور الدراجات الكهربائية ذات الثلاث عجلات التي أضحت في الآونة الأخيرة تشكل منافسا قويا لأصحاب العربات اليدوية، لسنا ضد هؤلاء (البوفرية) لكننا نحكي عن الواقع فقط. سمحمد في عقده الثالث، يذهب في اتجاه صديقه مصطفى، فيقول أن المداخيل فعلا تتحسن ليس فقط بالنسبة إليه بل تتحسن أيضا بالنسبة للفنادق والمطاعم، وتجار تحف النقش على خشب العرعار، و يتمنى سمحمد لو تطول فترة المهرجانات على ما هي عليه الآن، علما أن معظم ساكنة المدينة تعاني من آفة البطالة بعد أن أقفلت المعامل أبوابها. سعيد، الذي كان يتابع تصريحات أصدقائه ل"المغربية"، أوضح بنبرة يقينية استكمالا لتصريح زميله أحمد، أن أصحاب العربات اليدوية المجرورة، إن كانت مداخيلهم أفضل أيام المهرجان، فإن جزء منها يتم صرفه في إصلاح العربات لما تتعرض له من أعطاب متكررة بسبب سوء الشبكة الطرقية خاصة بالتجزئة الخامسة والحي الصناعي التي تعاني منذ سنوات من الحفر و الاثربة، و من طرائف أصحاب العربات اليدوية، يستطرد سعيد، أن هؤلاء في مرات عديدة يتحولون إلى (سيارة إسعاف) لنقل المرضى من وإلى المستوصفات والمستشفى الإقليمي بأثمنة في متناول الجميع (لا غلا على مسكين) لا تتعدى في أحسن الأحوال 15 درهما.