تنعقد الدورة ال 12 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، من 25 إلى 28 يونيو بمدينة الصويرة تحت شعار الإبداع والتنوع. وتقترح دورة هذه السنة، برنامجا يجمع بين التفرد والأصالة، حيث ستنظم 4 إقامات للفنانين في إطار المهرجان تجمع «معلمين» كناوة وفناني الجاز والعالم ذائعي الصيت، تتوجها حفلات مزج فريدة من نوعها. وبحسب بلاغ صحفي لإدارة المهرجان سيقدم 25 موسيقيا من الأوركسترا المتألقة الألمانية التابعة لإذاعة WDR حفلا ضخما، بمشاركة المعلم «حميد القصري» وملك الراي «خالد»، يعزفون خلاله أروع الموسوعات الغنائية الكناوية. ويعتبر حميد القصري ابن القصر الكبير من فناني تكناويت الذين تتلمذوا على حمادشة وعيساوة ومعلمي الطريقة الكناوية بمدينة مكناس، ويتميز إلى جانب مجموعة من الفنانين بمزج الموسيقى الكناوية مع موسيقات عالمية كالجاز والريكي..، غير أن القصري يبقي على العمل الخام للمعزوفة، ويوفر مساحة موسيقية يلعب عليها موسيقيون عالميون يأخذون من نفس الموسيقى الكناوية. وفي هذا السياق سيلتقي الجمهوربحفلات المزج الأكثر جرأة بين «معلمين» كناوة وفناني العالم على غرار ما سيقدمه المعلم «محمود غينيا» من مزج لنغمات آلة «الكمبري» بالإيقاعات البرازيلية لمجموعة «أفوكسي لوني». ومحمد غينيا كما يدل عليه اسمه ينتمي للعائلة الكناوية الكبيرة، أعطت مجموعة من الأسماء من ضمنها محمود الذي سطع اسمه في مجموعة من التظاهرات والمهرجانات داخل المغرب وخارجه، وقد ظل بدوره محافظا على طقوس تاكناويت من «ليلات الحضرة» إلى الأشكال الكناوية، حتى وإن اعتمد المزج فإنه ظل يحافظ روح الأغنية الكناوية. وسيشهد المهرجان حفل مزج آخر، يجمع المعلم «عبد الرحيم بن التهامي» وعازف الرباب «فولان» والثلاثي «أمرات حسين»، يحملنا من داخل أسوار الصويرة الجميلة إلى أطراف «راجاستان»، إذ يِِؤكد هذا النوع من الحفلات غير المسبوقة الطابع المختلط لمهرجان فريد من نوعه.كما ستنظم إقامة ثانية لفنانين آخرين، ستجمع المعلم «كويو» والفرقة الشهيرة «كونغو نيشن» التي يرأسها «دونالد هاريسن». في قلب مدينة الصويرة، وسيستقبل المهرجان، الذي تصفه وسائل الإعلام الدولية «بنيو أورليونز الإفريقية»، ألوان وأنغام حفل « كرنفال الماردي غرا» الخاص بمدينة نيو أورلينز في قلب مدينة الصويرة. وستشارك العديد من المجموعات والفنانين البارزين في هذه الدورة: كمجموعة موسيقى «الفانك» و»الهيب هوب» الأمريكية، «أريستد ديفالبمنت»، التي ستقدم عرضا احتفاليا متميزا، وكذا فرقة «سيدي علي لسمر الصطمبولي» والتي ستبرز تراث كناوة التونسي بكل ما فيه من غنى. كما ستسحر الراوية الغنائية المالية المشهورة «باباني كوني»، بصوتها الدافئ عشاق الموسيقى الإفريقية في شكلها التقليدي المحض. و لن يخرج المهرجان هذه السنة عن قاعدة تنظيم الحفلات الصوتية التقليدية و«الليلات»، والتي يحضرها الجمهور في جو من الارتياح وعشق الموسيقى في كونيتها الكاملة، من خلال حفلات مزج أو احتفالات كناوية محضة. كما سيولي برنامج مهرجان كناوة وموسيقى العالم، مكانة مرموقة للساحة الموسيقية المغربية، بكل تنوعها. حيث سيلهب فنانون أسطوريون مغاربة، كناس الغيوان وحميد بوشناق، أو فنانين من جيل الشباب، كبلو موغادور» أو «مازاغان» ومنسق الأسطوانات «أونيس» و»هاكس»، المنصات 8 للمهرجان في حفلات لا تنسى. مرة أخرى ستعرف مدينة الرياح كما يسميها البعض توافد الآلاف من عشاق فن كناوة، هذا الفن الذي سلطت عليه الأضواء في العقود الأخيرة، ليخرج إلى الواجهة وذلك بفضل فنانين عالميين وهما روبير بلانت وجيمي بيدج عضوا فرقة ليدزيبلين حين قدموا سنة1994 لقناة «ام تفي» حفلا كان مزيجا بين الروك والموسيقى الأفريقية، من خلال ثلاث أغان تم تسجيلها في كل من مراكشوالصويرة وساهم فيها مجموعة من المعلمين الكناويين، ليصبح هذا الفن موضع تساؤل من طرف الملايين عبر العالم، كما لاننسى دور فنانين عالميين آخرين في إبراز هذا الفن كجيمي هاندريكس، كما قدم المهرجان خدمة لهذا الفن الأصيل ولمدينة الصويرة المحملة بالأساطير. كموسيقى كناوة ذات الإيقاعات القوية مُحمّلة بثقل هذه الأساطير والمعتقدات الموغلة في القِدم والمشحونة بالإرث الحضاري الإفريقي البربري والعربي، إنها تراث موسيقي يناجي الأرواح الخفية ويغازلها وهي سليلة المعاناة في دهور بائدة يتوسل بالإيقاعات والألوان والقرابين وإحراق البخور..