شكل حضور موسيقيين شباب يمثلون الجيل الجديد لكناوة بمدينة الصويرة حدثا بارزا, وذلك لإتحاف جمهور الدورة الخامسة لمهرجان مواهب كناوة, الذي يعد التزاما بأصالة فن متجذر في التقاليد المغربية. وإذا كان مهرجان كناوة وموسيقى العالم قد أهل الفن الكناوي باعتباره من مكونات التراث الوطني وسمح بظهور كناوة على المشهد الوطني والدولي, فإن مهرجان مواهب الشباب, الذي احتفي بدورته الخامسة من20 إلى23 غشت الجاري, يستحق المتابعة لأنه يعمل على إبراز أصالة موسيقى معروفة باعتبارها مكونا جوهريا في الثقافة الوطنية. ويشكل هذا المهرجان, الذي سهرت على تنظيمه وإعداده كفاءات محلية, مناسبة للشباب من (المعلمين) غير المعروفين لدى الجمهور الواسع, الذي رغم ذلك مستعدون لإظهار مواهبهم وشق طريقهم نحو آفاق أرحب عن طريق إغناء تجربتهم الفنية. وأوضح عبد السلام بيكرات, الرئيس المؤسس لمهرجان مواهب كناوة وعامل اقليمالصويرة, أن هذه التظاهرة أضحت حدثا فريدا من نوعه, يهدف على الخصوص إلى تطوير المجال الثقافي من أجل الحفاظ على عراقة هذا الفن المتجذر في التقاليد المغربية. من جهته, أشار رئيس جمعية الصويرة- موكادور السيد رضوان خان, أن هذا المهرجان, الذي ينظم بشكل مشترك من قبل إقليمالصويرة وجمعية الصويرة-موكادور والمندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة, يتضمن برنامجا حافلا وغنيا من الحفلات والعروض والورشات وأضاف أن «المهرجان ليس كباقي المهرجانات, ذلك أن برنامجه يتمحور حول المنافسة الفنية, وتكمن ظيفته في خدمة مدرسة المواهب الشابة التي تجد فضاء للتعبير الفني المتميز», معربا عن الأمل في أن «يقوي المهرجان فضاء التعبير وتبادل الآراء بالنسبة للشباب الذين يمكنهم بدورهم الحفاظ على هذا الموروث الثقافي لبلادنا».