انتقدت الطائفة الكناوية بالصويرة ما أسمته «التحولات السلبية» التي طرأت على تنظيم مهرجان «كناوة»، وهي التحولات التي أصبحت حسب بلاغ صادر عن الطائفة تفرز انحراف التراث الكناوي الأصيل والاهتمام بالمنتوجات التجارية في مقابل إقصاء كناوة أنفسهم من المساهمة الفعلية في تطوير المهرجان. وطالبت الطائفة إدارة مهرجان «كناوة» بتقديم الكشف المادي واللوجستيكي للدورة الأخيرة وتوضيح المصاريف للرأي العام. وبرر المعلم محمود غينيا في تصريح ل«المساء»- إصدار هذا البلاغ بالغموض الذي يلف الميزانية التي لم تعد تُعلن في السنوات الأخيرة، إذ تكتفي الإدارة بالقول إن المهرجان نظم وانتهى، دون أن يعرف أي أحد أين تصرف الأموال التي تستقبلها الإدارة ودون أن يعرف الرأي العام ما يحدث على وجه الدقة. من جانب آخر، اعتبرغينيا أن إدارة المهرجان تولي اهتماما كبيرا للفنانين الأجانب والدخلاء على حساب المعلمين، «كل سنة نجد أنفسنا أمام مطلب تحسين الأجور، دون جدوى، إننا نحس بأننا «محكورين» في مهرجاننا»، يضيف محمود غينيا. واستغربت الطائفة تأسيس جمعية «إيرما كناوة» في ظروف وصفتها الطائفة ب«السرية»، «قبل شهرين من تنظيم الدورة الثانية عشرة، فوجئنا بتأسيس الجمعية التي تتحكم في سير الميزانية دون حضور شيوخ كناوة في الصويرة»، يقول غينيا. وبنفس اللغة الاحتجاجية، انتقدت المقدمة زايدة غينيا تعامل إدارة مهرجان الكناوية مع الشيوخ الكناويين، قائلة، في تصريح ل«المساء»: «هل من المقبول أن نمنح الملايين للأجانب، في وقت يعاني فيه أولاد البلاد، هذا حيف نعاني منه، ونطالب برفعه». وفي السياق ذاته، طالبت الطائفة الكناوية بإنصاف التراث الكناوي وصيانته من التشويه، كما طالبت المسؤولين عن الشأن الثقافي والمجلس البلدي لمدينة الصويرة بفحص إشكالية معاناة الطائفة الكناوية أمام ما أسمته الطائفة ادعاءات «رواج التنشيط الفني العالمي»، مع المطالبة بفحص دقيق لواقع كناوة والكناويين في مدينة الصويرة. وأعلنت الطائفة الكناوية عن تشبثها بحقوقها واستمرارها في الحوار والعمل من أجل تحقيق هذه الحقوق والعمل في الوقت ذاته على الحفاظ على التراث الكناوي بالصويرة. وسجلت الطائفة التي عقدت مؤخرا لقاء تواصليا بمناسبة تنظيم الدورة الثانية عشر من مهرجان كناوة، بارتياح المبادرات الإيجابية التي يقوم به ذوو النيات الحسنة من أجل الحفاظ على مكاسب هذا المهرجان-من مسؤولين وتقنيين وفنانين- كما تعبر عن اعتزازها بالمكتسبات الاجتماعية والتنظيمية والإبداعية التي يضحي من أجلها كناوة الذين يفتخرون لاعتبارها مكتسبات للصويريين وكل المغاربة. واستنكرت ما أسمته الطائفة الكناوية المناورات التي تقوم بها الإدارة من أجل تهميش معلمي «كناوة» في الصويرة والضغط من أجل قبول أدنى شروط المشاركة. وناشدت وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية البصرية من أجل اعتبار إشكالية مقر زاوية سيدنا لكناوة الصويرة أنها شأنا متنازعا حوله،مع المطالبة بعدم التدخل من أجل تغليب طرف على حساب آخر.