توالت في العاصمة المصرية البيانات الغاضبة والمقاطعة، ردا على إصرار المركز الفرنسي للثقافة والفنون بمصر على عرض فيلم لمخرجة إسرائيلية في مهرجان “لقاء الصورة” السادس، نظرا لمخالفة ذلك لكل قرارات المثقفين والفنانين الصادرة بمصر بمقاطعة كل ما هو إسرائيلي. وأعلنت مجموعة المخرجين المصريين المشاركين في المهرجان في بيان وقعوه مقاطعتهم وسحب أفلامهم من المهرجان الذي يقام في الفترة من 8 إلى 15 أبريل الجاري. وقال البيان “نعلن رفضنا لما قامت به الخارجية الفرنسية بتدخلها السافر وضغطها غير المقبول على إدارة مهرجان لقاء الصورة الذي يقيمه المركز الثقافي الفرنسي بإجبار المركز على عرض فيلم “شبه طبيعي” للمخرجة الإسرائيلية كارين بن رافاييل في المهرجان الذي نعتبره مهرجانا خاصا بالأفلام المصرية المستقلة”. وأعرب المخرجون المصريون في بيانهم عن اندهاشهم لتدخل هيئة دبلوماسية سياسية تمثل دولة فرنسا في حدث سينمائي وقيامها بالضغط على المركز الثقافي الفرنسي، بينما تعلن فرنسا دوما أن لمفكريها وفنانيها الحق في اتخاذ المواقف التي يرونها، “فكيف تقدم على إجبار المخرجين والسينمائيين المصريين على اتخاذ مواقف فنية وسياسية متناقضة مع مواقفهم المبدئية؟”. وقال البيان الذي وقعه ثمانية من المخرجين الذين سحبوا أفلامهم من المهرجان إنه “كان الأجدر بنقابة السينمائيين والمركز القومي للسينما اللذين أعلنا سابقا مقاطعتهما للمهرجان أن يعلنا فورا إقامة مهرجان خاص للسينمائيين المصريين الشباب في نفس التوقيت الذي يعقد فيه مهرجان المركز الفرنسي لتشجيع السينما المستقلة والتأكيد على استقلالية السينمائي المصري عن أي ضغوط تريد أي جهات فرضها عليه”. وتضامن عدد من المخرجين الكبار مع المخرجين الشباب الموقعين على البيان بينهم محمد خان ويسري نصر الله ونادية كامل وخالد يوسف. وفي الإطار نفسه، أصدرت جمعية النقاد المصريين في وقت متأخر من مساء الاثنين بيانا رافضا للمهرجان، وأبدت استنكارها لإصرار المركز الفرنسي على عرض الفيلم الإسرائيلي. ودعت الجمعية إلى مقاطعة المهرجان وعدم المشاركة في أي من فعالياته. وتحت شعار “نداء إلى كل شريف على أرض مصر” دعا الناقد المصري محمد الروبي نائب رئيس جمعية النقاد لوقفة احتجاجية حاشدة أمام المركز الفرنسي مساء الخميس في نفس موعد الافتتاح تحت راية “لا لعرض الفيلم الإسرائيلي”. وقال الروبي في تصريح صحفي إن “محاولة تمرير الفيلم الإسرائيلي إلى المهرجان واحدة من بالونات الاختبار التي يلقيها الكيان الصهيوني وبمساعدة الطابور الخامس هنا، فعلى طريقة “جربناها ونفعت” تبدأ الخطوة الأولى بدس فيلم لمخرجة إسرائيلية بحجة أنه من إنتاج فرنسي ليبتلع الجهلاء الطعم ويدور حوار حول الفيلم” وربما يكتب البعض عن حساسية الصورة وجمال اللقطة والمعنى الرقيق الذي يدعو إلى ضرورة تعايش البشر”. كما أطلق سينمائيون وكتاب ومثقفون مصريون بيانا ضم قائمة طويلة من التوقيعات، قالوا فيه “نعلن نحن المثقفين المصرين الموقعين على هذا البيان استياءنا الشديد من إصرار المركز الفرنسي للثقافة والتعاون على عرض فيلم لمخرجة إسرائيلية عملت بالجيش الإسرائيلي، وندعو زملاءنا من المثقفين والسينمائيين إلى مقاطعة أنشطة المهرجان”. وضمت قائمة الموقعين المخرج توفيق صالح والمفكر جلال أمين والممثلة نادية لطفي والمستشار طارق البشري والفنان التشكيلي أحمد نوار والكاتب والبرلماني حمدين صباحي وعضو البرلمان سعد عبود والكاتب محمد أبو الغار ونقيب المهن التمثيلية أشرف زكي والخبيرين السياسيين ضياء رشوان وعمرو الشوبكي والمخرجين مجدي أحمد علي وفهمي الخولي ومحمد كامل القليوبي. كما ضمت القائمة أسماء كتاب الرواية بهاء طاهر وصنع الله إبراهيم وإبراهيم أصلان وإبراهيم عبد المجيد ومكاوي سعيد والناقد كمال رمزي والمنسق العام السابق لحركة كفاية جورج إسحق وآخرين. وسبق أن أصدرت نقابة السينمائيين المصرية ومعهد السينما في مصر بيانين رافضين للمهرجان بسبب مشاركة فيلم المخرجة الإسرائيلية، تلاه بيان من الخارجية المصرية استنكر التدخل الرسمي الفرنسي. مراكش بريس 2010/ واع- القاهرة