اليوم تنضاف نيشان إلى قائمة ضحايا ما يسمى العهد الجديد ، الذي لم يعد بحاجة للصحافة فهو قادر أن يعيش بدونها ، فربيع حرية الصحافة قد مضى والذي نعيشه وسنعيشه هو خريف الحرية . سقط القناع فالمخزن هو المخزن ربما تتغير الأساليب والوجوه لكن الممارسات تبقى، فالتراجع عن المكتسبات التي حققها الشعب المغربي بتضحيات أبنائه على مدى عقود لا ينبغي الرد عليه بالهجرة نحو الخارج أو تغيير مهنة الصحافة لتبقى الأقلام الحاقدة والانتهازية التي أصبح هدفها هو محاربة الصحافة الرافضة للركوع و تضليل الرأي العام، فالملاحظ للخط التحريري لكل الجرائد والمجلات التي أعدمت الجريدة الأولى ،لوجورنال،نيشان هو أن خط تحريرها تقدمي كسر مجموعة من الطابوهات أوما يسمى بالمقدسات ، مما أزعج النظام الذي سعى بكل الوسائل التي يملك لاغتيال حرية التعبير فالاعتقال والغرامات المالية الثقيلة والخيالية والعقوبات الحبسية وأخرها سلاح الإعلانات الذي تتحكم فيه الدولة، فالنظام بتضييقه على حرية الصحافة إنما يعزل نفسه ، فالتضييق على حرية الصحافة إنما هو تضييق على حرية شعب وضرب للديمقراطية التي طالما تغنى بها النظام الذي نسي بأن هناك شيئا اسمه الإنترنيت والذي يعطي هامش اكبر لحرية التعبير فكل المؤشرات تدل على أن الصحافة الإلكترونية ستأخذ مكانة متميزة لسبب بسيط هو أنها لا تكلف شيئا وفي متناول الكل،وليغدق المخزن كيفما شاء على هؤلاء الذين شيدوا إمبراطوريتهم الإعلامية بالخداع والكذب والتضليل وتنصيب أنفسهم مدافعين عن المقدسات من أجل مكاسب مالية الذي سيكون مصيرهم حتما مزبلة التاريخ ، فالنظام يستطيع قطف بعض الزهور لكن لن يستطيع وقف زحف الربيع .