أقيم مساء أمس الاثنين بمكناس حفل تأبيني لرئيسة ومؤسسة جمعية "الفتح" للأطفال الصم بالعاصمة الإسماعيلية كرستين ولكنس، الإنجليزية المولد والفرنسية الجنسية، التي كرست حياتها في خدمة الأطفال الصم بالمغرب وعدد من مناطق العالم. وقدمت خلال هذا الحفل التأبيني شهادات في حق الراحلة من طرف القنصل الفرنسي العام السيد فريديريك ديزانيو بفاس، ووالي جهة مكناس-تافيلالت عامل مكناس السيد محمد فوزي، وممثلين عن الجمعية، استحضرت محطات من حياتها وما قدمته من خدمات للمغرب الذي أحبته حبا كبيرا ودافعت عن مواقفه وأشادت بثقافته داخل الأوساط الجمعوية الانجليزية والفرنسية ومدى احترمها لديانته الإسلامية وخصوصياته وتقاليده. والراحلة كرستين ولكنس حاصلة على شهادة البروفيسورا في مادة الفرنسية سنة 1980، وولجت بعدها تكوينا متخصصا لمترجمي لغة الإشارة بباريس، ووسعت دائرة نشاطاتها في العمل الجمعوي لفائدة الأشخاص الصم. وحلت الراحلة بمكناس سنة 1997 من أجل استشارتها فيما يمكن القيام به لفائدة عدد من الأطفال الصم المحرومين من الرعاية الاجتماعية الأساسية، فبادرت بمعية الراحل الدكتور جمال جبارة سنة 1998 إلى تأسيس جمعية الفتح للأطفال الصم حيث وصل عدد المنخرطين فيها سنة 2009 إلى أزيد من 400 مستفيد منهم حوالى 150 طفل يتابعون تربيتهم داخل مقر المركز الجهوي للرعاية الاجتماعية. وعملت الراحلة على نقل تجربتها، التي انطلقت من فرنسا، إلى عدد من الدول منها جنوب الصحراء برواندا، والطوغو، وكوت ديفوار، من أجل خلق مدارس متخصصة، فجاءت إلى المغرب الذي استقرت فيه إلى أن توفيت في فبراير من السنة الجارية بعد صراع مع المرض. وتعتبر مؤسسة "الفتح" المتخصصة في تربية وتعليم الأطفال الصم وضعاف السمع أهم مؤسسة بجهة مكناس-تافيلالت، التي توفر التعليم والتكوين المتخصص لهذه الشريحة، إضافة إلى تقديم خدمات اجتماعية أساسية.