احتضنت مدينة آسفي مساء أمس السبت ندوة فكرية حول موضوع "دور الشباب المسفيوي في تسيير الشؤون المحلية". وركز السيد عبد اللطيف كيداي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، في مداخلته، على مقاربة سوسيولوجية تهم، أساسا، مفهوم الشباب على الصعيد الدولي والجهوي والمحلي، مؤكدا على الدينامية التي تتحلى بها هذه الفئة العمرية من الساكنة وحاجياتها الملحة. وسجل، بالمناسبة، المفارقة بين حماسة الشباب وضعف المشاركة في الاستحقاقات خاصة الانتخابية والتي تندرج، في نظره، في العزوف العام للشباب في التعامل في فترة محددة التعامل مع ما هو مؤسساتي، بما في ذلك مؤسسة الأسرة أو الزواج معززا قوله بتأخر سن الزواج بين الشباب مقارنة منع فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. وأشار في هذه الندوة، التي نظمتها جمعية "آسفي مدينتنا"، إلى أن العزوف الذي أبداه الشباب في السنوات الأخيرة حيال التعامل مع المؤسسات السياسية ومنها الأحزاب والمشاركة في الانتخابات، قابله، من جهة أخرى، انخرط الشباب في ما أسماه ب"الحزب العالمي" - الأنترنيت- باعتباره ثقافة جديدة تضمن حرية الرأي والتعبير والاختصار في الكلام. واعتبر أن هذه المعطيات الجديدة جعلت الشباب يعيش في ما يمكن اعتباره "غتيوهات" بحثا عن الشفافية وتسريع الحلول بدل الانتظارية، داعيا إلى إعادة الاعتبار إلى فئة الشباب الذي كان عبر التاريخ الحديث للمغرب رافعا للتحديات الكبرى منذ ما قبل الاستقلال وبعده. من جهته، قدم السيد إسبويا ياسين، المنسق العام للمنتدى المتوسطي للشباب والطفولة وعضو مجلس الشباب بالجامعة الدول العربية، عرضا حول مشروع لتأسيس مجالس إٌقليمية وجهوية للشباب، وذلك في ظل التحولات الكبرى التي يعرفها المغرب سواء على صعيد الاتفاقيات الدولية التي تهم الشباب، خاصة منها الوضع في الاتحاد الأوروبي أو الجامعة العربية أو على صعيد الحوار بين الشباب والمؤسسات الحكومية والمنتخبة. وأوضح أن هذا المشروع يهدف إلى تدشين حملة لتوعية الشباب وتأطيره وتنظيمه من أجل المساهمة في تسيير الشأن العام وتحمله المسؤولية، معتبرا أن عددا من القوانين المغربية تسمح له بالانخراط في هذا الميدان مع تكريس المطالبة بتوسيع مجالات تحرك الشباب ونقل معارفه العلمية والتربوية إلى الفضاءات التي يعيش فيها بشكل يومي. وركزت مداخلات الشباب المشاركين في هذه الندوة على المعيقات التي تحول دون مساهمتهم في تدبير الشأن المحلي خاصة "الإقصاء والتهميش الذي يتعرضون له داخل بعض لأحزاب السياسية أو التنظيمات الجمعوية وعدم قدرة الأحزاب، بصفة خاصة على استيعاب أفكار ومقترحات الشباب واحتكار العمل السياسي من قبل فئات تتوفر على المال ولا ترافع إلا على مصالحها الخاصة". وقدم، بالمناسبة، عرض تاريخي حول مدينة آسفي شمل جوانب اقتصادية وجغرافية وديمغرافية، كما قدم متدخلون نظرة عن الجوانب السياسية للمدينة ومساهماتها تاريخيا سواء في نضالات الحركة الوطنية أو في العمل النقابي والجمعوي بصفة عامة.