قدم الأستاذ عبد الله ساعف ، أمس الثلاثاء، ببروكسل مؤلفه "العنف السياسي والسلم بالعالم العربي". وتتناول هذه الدراسة، التي قدمت ضمن سلسلة "دفاتر شايوت -أكتوبر 2010 ، والتي قام بنشرها معهد الدراسات الأمنية للاتحاد الأوروبي (مقرها باريس)، الفترة الممتدة من سنوات التسعينات إلى العشرية الأولى للقرن الحادي والعشرين في ضوء العناصر الجديدة، التي هي "الارهاب" "واللاعنف"، "حرب المدن" ، "الأمن الانساني" و" الموقف من الصراع العربي الاسرائيلي". وكتب مدير المعهد السيد ألفارو دي فاسكونسيلوس في تقديمه لهذا المؤلف أن هذا الكتاب "تحليل واضح يتيح اطلاق النقاش حول التعاون الاستراتيجي والأمن والدفاع في العلاقات الاورو-متوسطية". وأضاف أن عبد الله ساعف يقدم " تحليلا هادئا وعقلانيا لمختلف التيارات السياسية بالعالم العربي من خلال تشريح حقيقي لخطاباتها والمنطق الذي تتعامل به في مجال الأمن". وأوضح أن الكاتب "يعيد بذلك النقاش الذي جاء عقب حرب الخليج سنة 1991 عندما اكتشف الأوروبيون أن هناك في الواقع فكر عربي وانتاج فكري بالدول العربية حول الأمن". من جانبه أوضح السيد ساعف، أمام ثلة من المفكرين والأكاديميين والخبراء في شؤون العالم العربي وممثلي وسائل الإعلام الدولية، أن هذا البحث "يحاول دراسة التمثلات والمفاهيم والمقاربات التي تقدم مظاهر مذهبية ومواقف وسلوكيات وممارسات ذات الصلة بقضية الأمن في العالم العربي". وأوضح المؤلف أن الفكرة كانت "تحديد الملامح العامة والمظاهر البارزة في الأمن والقضايا ذات الصلة في راهن العالم العربي، وشرح الأسباب ، وتوضيح المعنى". وأشار إلى أن الغاية "إعادة طرح التصورات الحالية في المنطقة بشأن القضايا الأمنية وليس تقديم رؤية خاصة". وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء أشار الأستاذ ساعف إلى أنه توخى "الاهتمام بالقضايا الكبرى المطروحة بالعالم العربي على اعتبار الحديث الكثير الدائر عن الجوانب السياسية، ولكن أيضا عن الجوانب التدبيرية لقضايا الأمن في الفضاء العربي "، موضحا أن " هذه الأمور ليست دائما واضحة". وقال إنه حاول عبر هذا الكاتب التقاط هذه العناصر انطلاقا من الخطب والوثائقية والممارسات و"ترتيب أهمية المخاوف الامنية انطلاقا من مفهوم الأمن القومي العربي كنظام للأمن الجماعي في أعقاب الحرب الثانية". وأضاف أنه اولى اهتماما بشكل خاص للعقدين الاخيرين وحتى المرحلة الراهنة، مع التركيز بصفة خاصة على " الأوجه الكبيرة للأمن واستراتيجيات الدول، وفرضية الحروب الثلاثة: مكافحة الإرهاب، والتهديدات الداخلية (الكوارث الطبيعية والظواهر الاجتماعية والجريمة) ومشاكل ترسيم الحدود ". وأوضح أن مؤلفه ينبني في إعادة بناء التصورات حول قضية الامن بالعالم العربي على مسائلة نصوص مختلف الهيئات الاقليمية واللجان العربية. واعتبر أن هذه التصورات بشأن قضية الأمن في العالم العربي تختلف بشكل واضح عن تصورات الشركاء الأوروبيين، حيث أن هدف دراسة مثل هاته يمكنها أن تشجع أوروبا على النظر عن قرب لهذه القضية. يشار إلى أن عبد الله ساعف، أستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية الرباط -أكدال، يشغل منصب رئيس الجمعية المغربية للعلوم السياسية بالمغرب ومدير مركز الدراسات والابحاث في العلوم الاجتماعية. كما أن للسيد ساعف، الذي هو مسؤول عن التقرير الاستراتيجي للمغرب والذي يصدر سنويا منذ 1995، مقالات ومؤلفات حول القضايا السياسية والاستراتيجية بالعالم العربي.