عاد السفير المصري لدى الجزائر،عبد العزيز شوقي سيف النصر امس (السبت) الى الجزائرلاستئناف عمله،بعد فترة انقطاع استمرت لأكثر من شهرين (77 يوما)بسبب الأزمة الدبلوماسية التي تسببت فيها أعمال الشغب عقب مباراة في كرة القدم بين منتخبي البلدين. وكانت وزارة الخارجية المصرية قد استدعت السفير سيف النصر في 21 نونبر الماضي للتشاور على خليفة ما اعتبرته "اعتداءات المشجعين الجزائريين على المصريين العاملين في الجزائر وعلى الممتلكات المصرية هناك". وواكبت مواجهات المنتخبين المصري والجزائري في التصفيات المؤهلة لكأس العالم أحداث شغب في القاهرةوالجزائر،كما في أم درمان بالخرطوم حيث أقيمت المباراة الفاصلة. وقالت صحيفة "الاخبار"الجزائرية ان السفير عاد الى الجزائر دون ان تحقق مصر مطلبها الذي اشترطته على الجزائر بإعلان اعتذار جزائري وتقديم تعويضات لصالح الشركات المصرية التي تضررت مقراتها من غضب الشبان الجزائريين بسبب الإساءات المصرية ضد الجزائر خلال الأزمة. وحسب "الاخبار"الجزائرية فإن القاهرة لم تحصل على أي اعتذارات عن هذه الأحداث أو تعويضات مالية لشركاتها،كانت القاهرة اشترطتها في وقت سابق،قبل عودة سفيرها،لكن السلطات المصرية اصطدمت برفض جزائري رسمي صارم وقاطع لمثل هذه الاشتراطات.وذهب الوزير الأول الجزائري، أحمد أويحيى،إلى عدم اكتراث الجزائر بمسألة عودة السفير المصري أو عدمها، وهو ما يكون قد دفع بالحكومة المصرية إلى اتخاذ قرار عودة سفيرها إلى الجزائر. وكان عبد القادر حجار سفير الجزائر في مصر عبد القادر قد عاد قبل 10 أيام إلى القاهرة بعد 40 يوما من عودته إلى الجزائر في عطلة شخصية، مدتها 12 يوما، لكنها طالت لأكثر من شهر، وجرى تأويلها على أنها قرار سياسي وإجراء دبلوماسي مبطن، ردا على استدعاء القاهرة لسفيرها من الجزائر. وقالت "الاخبار" انه رغم عودة السفير المصري،لا يرجح المراقبون أن تسهم هذه الخطوة في حلحلة الأزمة السياسية الناشبة بين البلدين منذ منتصف نوفمبر الماضي، بالنظر إلى حدة التجاوزات المصرية العنيفة ضد الجزائر، وتطاول وسائل الإعلام المصرية على تاريخ الجزائر ورموزها، خاصة وأن تجربة الأزمة الكروية السابقة بين مصر والجزائر عام 1990التي كانت أقل حدة من أزمة 2009 لم يتم تجاوز آثارها بعد سنوات طويلة، قال بشأنها السفير المصري السابق في الجزائر إن ''العلاقات بين السفارة ووزارة الخارجية الجزائرية ظلت مقطوعة لمدة أربع سنوات، إلى غاية تنظيم سلسلة من اللقاءات لإعادة تطبيع العلاقات".