لم يوقف انتهاء الموقعة الفاصلة بين منتخبي مصر والجزائر، وتأهل الثاني إلى المونديال، التوتر الذي خرج من الملعب إلى الساحة السياسية، وفيما استدعت الخرطوم السفير المصري احتجاجاً على “التضخيم الإعلامي” لحوادث أعقبت المباراة، واستدعاء القاهرة للسفير الجزائري، نفت القاهرةوالجزائر وقوع وفيات بين المشجعين المصريين، ولم يمنع هذا التوتر بين البلدين الشقيقين السفير المصري من تهنئة وزير الخارجية الجزائري بالتأهل للمونديال. "" واستدعت السلطات السودانية، أمس، السفير المصري للتعبير عن غضبها على نشر وسائل الإعلام المصرية أنباء “خاطئة” حول اشتباكات بعد المباراة الفاصلة بين المنتخبين المصري والجزائري الأربعاء على استاد المريخ في أم درمان ضمن تصفيات مونديال جنوب إفريقيا ،2010 وأوضحت السلطات السودانية في بيان أن وزارة الخارجية قامت باستدعاء السفير المصري “لإبلاغه رفض السودان للأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام المصرية بخصوص الأحداث التي حصلت بعد المباراة”. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية معاوية عثمان خالد “بدل أن يتم التأكيد على كل ما قام به السودان في هذه المباراة من استقبال وإيواء نحو 25 ألف شخص وضمان الأمن، نشرت وسائل الإعلام المصرية أنباء خاطئة”. وأوضحت رئاسة الجمهورية المصرية، في بيان لها، أن الرئيس حسني مبارك تلقى تقارير حول التنسيق مع الأشقاء في السودان الذين بذلوا جميع الجهود الممكنة، وهي جهود تستحق الثناء، لمواجهة استهداف المواطنين المصريين في الخرطوم بعد خروجهم من الملعب. وأضافت أن مبارك “كلف وزير الخارجية أحمد أبو الغيط استدعاء سفير الجزائربالقاهرة لكي ينقل له مطالبة مصر للجزائر بأن تتحمل مسؤولياتها في حماية المواطنين المصريين الموجودين على أراضيها ومختلف المنشآت والمصالح المصرية بالجزائر”. وحملت وزارة الخارجية المصرية وسائل إعلام في البلدين المسؤولية عن أحداث العنف والشغب التي صاحبت المباراة، وقالت الخارجية في بيان إن المباراة كان ينبغي لها أن “تكون في أجواء عرس عربي، إسلامي، إفريقي” لكن تمت إحالتها إلى تنافس غير شريف، وإلى “بوق” يبث سماً زعافاً وتفوح منه رائحة الكراهية والحقد الدفين. وانتقد البيان لجوء بعض الأجهزة الإعلامية في البلدين إلى التهييج والإثارة والشحن الإعلامي المريض، وقالت إن هذا السلوك “أحال كلمة مصري إلى اتهام في الجزائر، ولفظة جزائري إلى مجرم في القاهرة”. وأكد البيان أن التضخيم الإعلامي قد أحال جماهير الجزائر ومصر، إضافة إلى جماهير السودان، إلى ضحايا لسم إعلامي أسود، مشيراً إلى “نوايا خبيثة تستهدف خلق خلاف وافتعال أزمة بين البلدين، تدوم ربما لسنوات بما قد تخلفه من آثار سلبية وربما خسائر بشرية هنا وهناك”، مؤكداً أن الحكماء يعملون على تخفيف احتقان مفتعل وتطويق إفرازات غريبة على الوعي والذاكرة الجماعية المصرية الجزائرية. واستمراراً لتداعيات المباراة المثيرة تجمع، أمس، عشرات من الشباب المصري أمام مقر السفارة الجزائرية في القاهرة، ورددوا الهتافات المنددة ب “الاعتداءات” التي تعرض لها المشجعون المصريون في السودان وطالبوا بالكشف عن أعداد المصابين في تلك الأحداث، فيما فرضت قوات الأمن طوقاً كثيفاً حول المتظاهرين. وأكد حزب التجمع التقدمي الوحدوي المعارض في مصر أن الإعلام لعب دوراً غير مسؤول جعل من المباراة كما لو كانت معركة تمس الوطن، منتقداً ما وصفه بالانفلات الإعلامي لبعض الصحف الجزائرية وعدد من الفضائيات المصرية، ما خلق حالة من العداء غير المبرر بين شعبين شقيقين. وتحدثت القنوات التلفزيونية المصرية وصحف القاهرة عن مقتل شخص على الأقل وجرح آخرين في الاشتباكات، ونفت وزارة الخارجية المصرية ووزيرا الإعلام والصحة أية وفيات. لكن الجزائر نفت وقوع اعتداءات ووصفت ما جاء في بيان للخارجية المصرية ب “ادعاءات تجافي الحقيقة”. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن وزير الصحة السوداني تأكيده “وقوع جريحين اثنين بجروح طفيفة”. وهنأ سفير مصر في الجزائر عبد العزيز سيف النصر، وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي بفوز المنتخب الجزائري وتأهله للمونديال. وذكر بيان صادر عن الخارجية أن مدلسي تلقى مكالمة هاتفية من السفير المصري هنأه فيها على هذا التأهل. ووصل المنتخب الجزائري، أمس، إلى العاصمة الجزائرية وكان في استقباله الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وكبار المسؤولين. واستقل اللاعبون حافلة مفتوحة ينتظر أن تجوب أهم شوارع العاصمة الجزائرية احتفالاً بالتأهل. ولقي 14 مشجعاً جزائرياً حتفهم وأصيب 254 بجروح متفاوتة في 175 حادث سير خلال يومي الاحتفالات في الجزائر.