طالب تجار سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء بفتح تحقيق إداري وقضائي عاجل، على خلفية وفاة أحد العمال المؤقتين إثر سقوطه من فوق شاحنة أثناء مزاولته لعمله داخل السوق مؤكدين أن الحادث يكشف عن اختلالات هيكلية في تدبير هذا المرفق الحيوي. وحمل المكتب النقابي لتجار وعمال ومهنيي سوق الجملة، المنضوي تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل إدارة السوق مسؤولية الحادث، معتبرا أن مدير السوق يتحمل المسؤولية الإدارية والمدنية الكاملة، باعتباره المشرف الأول على ضمان شروط السلامة والتنظيم داخل المرفق العمومي. وفي رسالة وجهت إلى رئيسة المجلس الجماعي للدار البيضاء، نبيلة الرميلي، شدد المكتب النقابي على ضرورة تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، داعيا إلى فتح تحقيق معمق لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات القانونية والإدارية في حال ثبوت الإهمال أو التقصير. كما دعا ممثلو المهنيين إلى مراجعة شاملة لوضعية المستخدمين داخل السوق، وضمان احترام حقوقهم القانونية والمهنية والاجتماعية، محذرين من استمرار أوضاع العمل غير الآمنة التي تهدد سلامة العاملين ومرتفقي السوق. وختم النقابيون بلغة حازمة، مطالبين بإعادة هيكلة تدبير هذا المرفق بما يضمن تحسين جودة الخدمات، وصون كرامة المهنيين، وتعزيز مبادئ الحكامة الجيدة والشفافية داخل سوق الجملة. يذكر أن سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، شهد فاجعة إنسانية مؤلمة، بعدما سقط رجل مسن يشتغل "حمالا" جثة هامدة أثناء قيامه بتفريغ شاحنة بضائع. وحسب ما أفاد به شهود عيان، فإن الهالك الذي يعرف وسط زملائه بدماثة أخلاقه وتفانيه في العمل، كان في حالة إنهاك شديد نتيجة الجهد البدني الكبير، قبل أن ينهار فجأة ويسقط أرضا دون حراك، وسط صدمة الجميع.