عرفت السنوات الخمس الماضية، صعودا متسارعا لحصة الشركات الصينية في الجزائر، إلى درجة أضحت تمثّل مصدر قلق بالغ للشركاء الأوروبيين وعلى رأسهم الفرنسيين. وتفيد آخر التقديرات الإحصائية إلى تجاوز عدد الشركات الصينية النشطة في الجزائر 600 مؤسسة ومجموعة متخصصة في جميع القطاعات الهامة. وسّعت الصين شبكة تواجدها في المجال التجاري بالجزائر، مع تواجد قرابة 4000 تاجر ينشط في الجزائر، إضافة إلى أكثر من 30 ألف عامل. وتساهم كثافة التواجد الصيني في الجزائر في ضمان تموقع معتبر وافتكاك الشركات الصينية لمشاريع عديدة في البناء والأشغال العمومية ولكن أيضا في تكنولوجيات الإعلام والاتصال ومجال المحروقات، حيث أقامت الصين أول مصفاة خاصة في الجزائر في منطقة أدرار بمعية الشركة الوطنية الصينية للبترول بقدرة تحويل بلغت 600 ألف طن سنويا، يتم بفضلها تزويد المناطق الجنوبية بالخصوص بالمواد البترولية. وعمدت أكبر الشركات الصينية إلى الإسراع في فتح مكاتب تمثيل وفروع في الجزائر، على غرار الشركة الوطنية الصينية للبترول والمجموعة الصينية للهندسة البترولية والبناء وشركة ''سينوباك'' إحدى أهم الشركات الصينية النشطة في قطاع المحروقات، فضلا عن شركة ''سيتيك. سي. أر. سي'' المكلّفة بإنجاز شطر من الطريق السيار شرق غرب والشركة الصينية لإنجاز السكك الحديدية والمجموعة الصينية للحديد والصلب وشركتا هواوي وزاد تي أو المتخصصتان في الاتصالات. وباشرت الصين حملة لضمان موقع لها في السوق الجزائري، من خلال تشجيع الاستثمارات وعدم الاكتفاء على البعد التجاري، مقابل حصول الشركات الصينية على عقود مهمة للإنجاز، حيث افتكت 50 مؤسسة صينية عقود إنجاز بقيمة إجمالية فاقت 20 مليار دولار تركّزت بالخصوص في البناء والأشغال العمومية. ومع بداية سنوات 2000 وقّعت الجزائر 198 عقد مع الصين بقيمة 9,1 مليار دولار، ومع نهاية سنوات 2000 أصبحت قيمة العقود الموقعة بين الجزائر والمؤسسات الصينية الأعلى في إفريقيا والخامسة في العالم، حيث أضحت الجزائر أهم مصدر للعقود بالنسبة للصين في إفريقيا وأحد أهم مناطق نشاط العمالة الصينية التي عرفت ارتفاعا، مع الشروع في مشاريع منشآت قاعدية جديدة من بينها المسجد الأعظم وقصر المؤتمرات، ولكن أيضا تطوير حقل زرزايتين البترولي بعين أمناس وعدة مشاريع للسكك الحديدية بقيمة تجاوزت ملياري دولار، منها خطوط تربط بين تيسمسيلت وبوقزول ومسيلة بوقزول وتيارت سعيدة.