يبدأ الرئيس الصيني ، هو جين تاو ، من مالي جولته الإفريقية السنوية, والتي تقوده تباعا للسنغال وتنزانيا وموريشيوس, سعيا لتوطيد الحضور الصيني الدبلوماسي والتجاري والاقتصادي في القارة. وما انفك هذا الحضور يتزايد خلال السنين الأخيرة ، خصوصا بعد قمة بكين الثالثة للتعاون الصيني الإفريقي في نونبر2006 ، والتي أقرت خطة عمل صينية من ثمان نقاط للتعاون مع إفريقيا في مجالات عدة ، أبرزها تيسير التجارة وإنجاز التجهيزات الأساسية وتقديم قروض ميسرة. وخلال تلك القمة بالذات التزمت الصين بقيام كبار مسؤوليها ، وخصوصا الرئيس ، ونائبه ، ورئيس الوزراء ، ووزير الخارجية، ببدء أنشطتهم الدبلوماسية كل سنة ، بجولة في دول إفريقية، لدفع الشراكة وتوطيد العلاقات. لكن العديد من العواصمالغربية لا ترى هذا النفوذ الصيني المتزايد في القارة الإفريقية ، بعين الرضى, وتتهم بكين بكونها تسعى لتقوية تواجدها في القارة ، من أجل تأمين موارد الطاقة والمعادن التي تحتاجها آلتها الصناعية الضخمة, وإيجاد منافذ لبيع منتجاتها رخيصة الثمن ورديئة الجودة, وحصول شركاتها الكبرى على صفقات لإنجاز مشاريع في القارة تجلب من ورائها سيولة نقدية هامة ، وتشغل جزء من اليد العاملة الصينية في أفق توطينها في القارة. ولا تبالي الصين بتلك الانتقادات, وتقول إنه لم يمكن لديها ماض استعماري في القارة على غرار البلدان الغربية. وقال مساعد وزير الخارجية الصيني، تشاي جيون ، في مؤتمر صحافي ببكين ، قبيل الزيارة ، إن الدول الأربعة التي تشملها جولة هو جينتاو هذه، ""ليست غنية بموارد الطاقة والموارد الطبيعية .. الأمر الذي يدل على أن العلاقات الصينية الأفريقية أكثر من الطاقة والموارد"", مشيرا الى أن زيارات القادة الصينيين المتكررة لإفريقيا تعكس بوضوح ما تتمتع به علاقات الصداقة والتعاون مع هذه البلدان من مكانة بارزة في خريطة السياسة الخارجية الصينية. وأضاف أن التعاون في مجال الطاقة والموارد ، جزء من مجمل التعاون الصيني الإفريقي, لكنه لا يمثل الكل, فالصين والدول الأفريقية الأربع تربطها روابط الصداقة التاريخية العميقة والتعاون المتبادل المنفعة في ميادين كثيرة. وقد ارتفع حجم التجارة بين الصين وإفريقيا بشكل قياسي، سنة 2008 ، حيث وصل الى84 ر106 مليار دولار بزيادة قدرها1 ر45 بالمائة مقارنة بالعام2007 . ووصلت قيمة الصادرات الصينية نحو افريقيا، الى حوالي84 ر50 مليار دولار بزيادة 3 ر36 بالمائة، فيما وصلت قيمة الصادرات الافريقية الى الصين الى56 مليار دولار بزيادة قدرها54 بالمائة. وأعلنت الصين ، خلال قمة بكين للتعاون الصيني الافريقي ، عن سلسلة إجراءات من ثمان نقط لتعزيز الشراكة الصينية الإفريقية خلال السنوات من2006 الى2009 . وتقول السلطات الصينية إنها استكملت إجراءات إعفاء صادرات الدول الأفريقية الأقل نموا إلى الصين من الرسوم, وأكملت بصورة أساسية إجراءات إسقاط الديون المستحقة للصين على الدول الأفريقية الفقيرة المثقلة بالديون والأقل نموا التي لها علاقات الدبلوماسية مع الصين, كما أسست صندوق التنمية الصينية الأفريقية برأسمال مليار دولار ، قام حتى الآن بتمويل20 مشروعا. وتضيف إنها شرعت في بناء مركز مؤتمرات الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا ، بمنحة صينية, وقامت حتى عام2008 بتدريب11 ألف إطار إفريقي في مختلف التخصصات, وأرسلت 125 من المتطوعين الشباب الصينيين إلى أفريقيا, واختارت100 خبير زراعي صيني رفيع المستوى، سيتم إرسالهم إلى أفريقيا على مراحل, كما تقوم ببناء عدة مستشفيات ومراكز لمكافحة الملاريا ، والمدارس في مناطق فقيرة ونائية في إفريقيا. وتستمر جولة هو جين تاو، الحالية لإفريقيا ، الى غاية17 فبراير الجاري, ويرافقه فيها كبار المسؤولين أبرزهم مستشار الدولة ، داي بينغقوه ، ووزير الخارجية ، يانغ جيتشي، ورئيس لجنة التنمية والإصلاح (أعلى هيئة للتخطيط ورسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية) تشانغ بينغ ، ووزير التجارة تشن دمينغ, ومساعد وزير الخارجية المكلف بإفريقيا تشاي جيون.