تتابع الصين توسيع نطاق تعاونها مع العديد من الدول الإفريقية وبناء علاقات متميزة في القارة السمراء في نطاق تنافسها الحاد ولكن الهادئ مع الولاياتالمتحدةالامريكية، وتراقب واشنطن بقلق توسع النفوذ الصيني خاصة في المناطق الغنية بالبترول والمواد الأولية الاساسية. وفي نطاق هذا الصراع، اكدت الصين رغبتها في تعزيز علاقاتها مع افريقيا عبر نشر وثيقة تحدد اسس نوع جديد من الشراكة الاستراتيجية ارفقت بكتاب بعنوان سياسة الصين حيال افريقيا. وقالت الوثيقة ان الصين تعمل على اقامة وتطوير نوع جديد من شراكة استراتيجية مع افريقيا تتسم بالمساواة والثقة المتبادلة على الصعيد السياسي والتعاون بروح الكسب للجانبين على الصعيد الإقتصادي وتعزيز المبادلات الثقافية. ونشرت هذه الوثيقة في باماكو في وقت كان رئيس الوزراء الصيني لي جاوسيانغ يقوم فيه بجولة افريقية قادته الى الرأس الاخضر والسنغال ومالي وليبيريا ونيجيريا وليبيا. وتعزز الصين التي تتمتع أصلا بوجود كبير في افريقيا استثمارها في القارة السوداء التي تعتبرها مصدر ثروات استراتيجية بينها النفط وسوقا في طور الازدهار. وتجسد الإهتمام المتزايد للحكومة في افريقيا بنشر بيان تحدثت فيه بكين بالتفصيل عن وسائل ضمان امتيازات متبادلة (مع افريقيا) بهدف تنمية موزعة بالتساوي. وقال مصدر دبلوماسي صيني ان هذه الوثيقة ترافق الكتاب الابيض حول سياسة الصين حيال افريقيا الذي نشر في بكين في 11 يناير. ويحدد الكتاب الابيض الخطوط العريضة لآفاق التعاون الصيني الأفريقي في المجالات الاقتصادية والتجارية التي وصفت بانها واعدة وتعود بالفائدة على الجانبين. وتتعهد بكين في الوثيقة بتبني إجراءات فعلية لتسهيل دخول منتجات افريقية الى السوق الصينية وتطبيق الغاء التعرفة الجمركية فعليا على بعض المنتجات التي يتم استيرادها من الدول الافريقية الاقل تطورا والعمل على توسيع التجارة الثنائية مع حرص على تحقيق توازن. وفي مجال التعاون، تقول الوثيقة انه سيتمحور حول استصلاح الاراضي والزراعة وتقنيات تربية الماشية والامن الغذائي والادوات الزراعية والصناعات الغذائية. ويشمل برنامج الشراكة هذا تعزيز التعاون الطبي وفي قطاع السياحة. وعلى الصعيد العسكري، تعتزم الحكومة الصينية تطوير التعاون في التقنيات العسكرية (...) وستواصل مساعدة الدول الافريقية في تأهيل عسكريين، حسبما اضافت الوثيقة. لكن الوثيقة اكدت ان مبدأ وحدة الصين يشكل الأساس السياسي لاقامة وتطوير علاقات بين الصين والدول الافريقية وكذلك المنظمات الاقليمية في افريقيا. ويعني هذا المبدأ أن الصين لن تقيم علاقات الا مع الدول الافريقية التي تمتنع عن تطوير علاقات رسمية مع جمهورية تايوان، العدو اللدود للعملاق الصيني. من جهة اخرى، تعتزم الصين التي تعتبر افريقيا قوة تتمتع بوزن كبير في احلال السلام والتنمية في العالم، التعاون مع هيئات مثل الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي لتشجيع اقامة نظام دولي سياسي واقتصادي جديد من اجل امن الممتلكات والافراد.