تحت شعار "دينامية تنظيمية لتعزيز إشعاع الحزب وخدمة المشروع الاستقلالي التعادلي شهدت القاعة الكبرى بالمركب الثقافي باستور بوجدة، صباح يوم السبت 12 أبريل 2025، انعقاد الدورة العادية للمجلس الإقليمي لحزب الاستقلال بوجدة/أنكاد، تحت شعار: "دينامية تنظيمية لتعزيز إشعاع الحزب وخدمة المشروع الاستقلالي التعادلي"، برئاسة الدكتور عمر حجيرة، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، وبحضور محمد الزين، المفتش الإقليمي، ورشيد زمهوط، الكاتب الإقليمي، وذ. فاطمة بنعزة، عضوة الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، وعمر بودالي، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وعدد من الأخوات والإخوة أعضاء المجلس الوطني وأطر الحزب، بكل من وجدة والجماعات الترابية التابعة لعمالة وجدة/أنكاد، إلى جانب المنتخبين الاستقلاليين ومناضلات ومناضلي الحزب بالإقليم.
افتتحت أشغال الدورة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها ترديد النشيد الوطني ونشيد الحزب. وفي كلمته الافتتاحية، رحب محمد الزين بقيادة الحزب ممثلة في الدكتور عمر حجيرة، وبأطر الحزب من مختلف التنظيمات، مذكراً بمقتضيات الفصل 45 من النظام الأساسي الذي ينص على عقد دورتين للمجالس الإقليمية سنويًا. كما استعرض مختلف الأنشطة التنظيمية والاجتماعية التي يشهدها الحزب على المستوى الوطني والإقليمي، وتوقف عند إعلان الأستاذ نزار بركة، الأمين العام للحزب، اعتبار سنة 2025 سنة للتطوع. وعلى الصعيد التنظيمي، أكد الزين أن تجديد هياكل الحزب يمنحه دينامية جديدة ويعزز التواصل الداخلي، مشيراً إلى أهمية انعقاد هذه الدورة في إطار مجلس موسع لتكثيف هذا التواصل، متمنيًا النجاح لأشغال هذه المحطة النضالية.
رشيد زمهوط، الكاتب الإقليمي للحزب، قدم التقرير الاجتماعي والاقتصادي والتنظيمي، مستعرضًا مقتضيات الفصول من 42 إلى 46 من النظام الأساسي، ومؤكداً أن هذا الموعد التنظيمي يعكس حيوية الحزب بالإقليم ويجسد انخراط الاستقلاليين والاستقلاليات في قضايا الوطن انطلاقًا من مواقعهم النضالية المتعددة. وأبرز أن الدورة تأتي في سياق دقيق يستدعي تعبئة جماعية لمواجهة التحديات الراهنة، مشيدًا بالدور التاريخي للحزب في الدفاع عن الوحدة الترابية والتصدي للمناورات التي تستهدف أمن الوطن واستقراره، خصوصًا في مناطق التماس الحدودي التي يمثل تراب الإقليم أحد أبرزها.
وفي هذا السياق، شدد زمهوط على أن أبناء وأحفاد الحركة الوطنية يواصلون اليوم، بكل عزم وثقة، مسيرة استكمال الوحدة الترابية وترسيخ الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات، في ظل ملكية دستورية ضامنة للاختيار الديمقراطي والوحدة الوطنية. كما عبر عن اعتزاز الحزب بالتحول الاستراتيجي الذي تعرفه القضية الوطنية، في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، مجددًا التأكيد على تجند الاستقلاليين الدائم وراء جلالته للدفاع عن المصالح العليا للوطن.
وفي سياق آخر، جدد الكاتب الإقليمي دعم الحزب المطلق للقضية الفلسطينية والتضامن مع الشعب الفلسطيني، في ظل ما يتعرض له من عدوان وتقتيل وتجويع من قبل قوات الاحتلال، مؤكدًا تمسك الحزب بحل الدولتين، ومنوهًا بجهود جلالة الملك بصفته رئيس لجنة القدس في حماية الطابع الديني والحضاري للمدينة.
كما تحدث زمهوط عن الحركية التنظيمية التي يشهدها الحزب إقليميًا، بفضل جهود التنظيمات الموازية والهياكل الحزبية، مشيرًا إلى تجديد عدد من روابط الحزب، من ضمنها رابطة الأطباء، الصيادلة، والرياضيين، في أفق استكمال باقي الروابط كمحاميي ومهندسي الحزب، مؤكدًا أن هذه الدينامية تعزز حضور الحزب الميداني. وتوقف عند الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالإقليم، مشيرًا إلى الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالة الملك سنة 2003 بوجدة، والذي شكل منعطفًا حاسمًا في مسار التنمية الجهوية.
وفي عرض سياسي مستفيض، استهل عمر حجيرة تدخله بتحية من الأمين العام الأستاذ نزار بركة، موجهة إلى الحاضرين، وتناول أهم المستجدات الوطنية والجهوية، منوهًا بالدينامية القوية التي يعرفها الحزب على كافة المستويات، كما نوه بمكانة الأوراش الملكية الكبرى، وبالنجاحات التي تحققها البلاد تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك.
وسلط القيادي الاستقلالي الضوء على مشاريع التنمية بوجدة وجهة الشرق، مؤكداً على التحولات التي شهدتها المدينة منذ خطاب 2003، مبرزًا إنجازات كبرى منها الطريق السيار، تأهيل المطار، إحداث المستشفى الجامعي، تجديد ساحات وأسواق المدينة، ومشاريع الجماعات القروية التابعة للعمالة، معتبرًا أن هذه الأوراش تمثل رداً عملياً على دعاة التيئيس.
كما توقف حجيرة عند القطب التكنولوجي بوجدة، الذي يساهم في امتصاص البطالة، رغم استمرار معدل مرتفع لها يناهز 30% بسبب آثار الجفاف المتواصلة منذ أكثر من عقد. لكنه عبّر عن التفاؤل بعد التساقطات الأخيرة، التي ستضمن تزود المدينة بماء الشرب لسنة كاملة.
وفي الشق الثاني من عرضه، أعلن حجيرة عن انطلاق برنامج "2025 سنة التطوع" في مختلف جهات المملكة، آخرها حملة ترشيد استعمال المياه. وأكد أن هذا البرنامج يهدف إلى تعزيز ثقافة التطوع، وتنمية روح المواطنة، والمشاركة المجتمعية، من خلال أنشطة اجتماعية وتضامنية تشرف عليها تنظيمات الحزب وروابطه المهنية.
وختم حجيرة عرضه بالتأكيد على استمرار الحزب في تأطير الشباب وتوفير فرص الشغل لهم، وتحقيق الاستقرار والأمل، مشيدًا بالأدوار الطلائعية التي تقوم بها التنظيمات الحزبية لفائدة ساكنة الإقليم.
وقد توجت أشغال الدورة بانتخاب أعضاء لجنة التوفيق المنصوص عليها في الفصل 48 من النظام الأساسي للحزب، بالإجماع، ويتعلق الأمر بالإخوة: قرني يحيى، بلخثير محمد، وأندرار بنيونس.