مغارب كم الرباط أقيمت أمس الثلاثاء بالمسرح الوطني بالرباط احتفالية كبيرة لرائدة فن" العيطة الزعرية" زهرة خربوعة تكريما لمسارها الفني المتميز الذي أترث من خلاله المتن الغنائي للعيطة والفن الشعبي عامة. وكان الجمهور خلال هذه الأمسية التكريمية التي نظمتها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس ومؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير٬ مع كشكول متنوع من فن العيطة ٬ أبدعت في تقديمه مجموعات حجيب الرباطي٬ والشيخ الزرهوني ٬ واولاد بن عكيدة بقيادة حفيظة الحسناوية/عبدة ٬والمخاليف/مراكش٬ استعادوا خلال أزيد من ثلاثة ساعات خوالد من هذا التراث الشعبي الأصيل ٬ مصحوبة برقصات وإيقاعات شعبية متنوعة انصهرت في ثناياها الموسيقى مع حركية الجسد وتموجاته المنتظمة،وفق وكالة الأنباء المغربية. وفي كلمة بالمناسبة اعتبر الكاتب حسن نجمي أن تكريم الفنانة خربوعة يعد تكريما للتراث التقليدي الوطني٬ و"رد الاعتبار لجزء من ذاكرتنا الشعبية وتاريخنا وشخصيتنا الوطنية العريقة" مضيفا أن هذا التراث الغني يشكل رأسمال رمزيا وأحد مرتكزات الهوية الثقافية الوطنية٬ الواجب صيانته والنهوض به وتطويره. [الشيخة خربوعة] وأشاد نجمي خلال هذه الامسية التي قدم فقراتها الفنان الكوميدي محمد عطير ٬ بالفنانة الرائدة خربوعة "عنوان ساميا من عناوين الثقافة الشعبية الشفوية والوجوه المشرقة لقبيلة ازعير٬ صانعة الفرح أيام الزمن الفني الجميل في المحافل الخاصة والمهرجانات" ٬ مؤكدا أن المحتفى بها تعد ذاكرة ٬ وحفاظة لمتون وأجزاء من التراث الغنائي الشفوي خصوصا ما يتعلق بالعيطة الزعرية التي تشكل إحدى أنماط العيطة الوطنية عموما. وبحماس طفولي بلغ درجة الاندماج والتفاعل الحميمي مع اللحظة٬ غنى الباحث نجمي مقاطع من ريبرتوار العيطة وهو يستعرض نماذج من هذا المتن الغنائي الذي يشمل العيطة الغرباوية٬ والزعرية٬ والملالية٬ والحوزية٬ والفيلالية٬ والعبدية٬ والشياظمية٬ والمرساوية. وكانت اللحظة المؤثرة تلك التي صعدت فيها الفنانة خربوعة متثاقلة الخطو مجللة بوقار شيخوخة عصية لتلاقي الجمهور وقد ترقرقت عيونها بعرفان ونوستالجيا جميلة حرست على نقل ضوءها إلى أرواح عشاقها ومحبيها كلمات خجولة تعرب فيها عن تأثرها بهذا التكريم وتقديرها لكل من وقف وراء هذه الالتفاتة النبيلة. وبدوره أشاد المدير المنتدب لمؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير٬ محمد كرين بعطاء الفنانة الشعبية خربوعة معتبرا هذه الالتفاتة تأصيلا لروح الاعتراف٬ مسلما إياها هبة مالية ٬ كعربون تقدير من المؤسسة لهذا الاسم الفني الشعبي المتفرد. *تعاليق الصور: جانب من السهرة الفنية - الشيخة خربوعة [Share this]