شهدت مدينة آسفي فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الوطني لفن العيطة، الذي دأبت على تنظيمه وزارة الثقافة، تحت شعار «الاحتفاء بفن العيطة صيانة للذاكرة الفنية الوطنية». وذلك إيمانا من المنظمين بأن العيطة المغربية، إلى جانب بعدها الشعري، هي موسيقى مؤهلة لتكون مادة ثرية لإنجاز دراسات علمية في المجال الموسيقى، وإن اعتبار العيطة موسيقى تقليدية ليس مجرد وصف عفوي وإنما يتعلق الأمر بمفهوم مركزي أصبح مألوفا في الدراسات المعاصرة خصوصا في علم موسيقى الشعوب. وأوضح المندوب الجهوي للثقافة عز الدين كرا بالمناسبة، أن الهدف من هذه التظاهرة يتمثل أساسا في تكريس سياسة الحفاظ على الموروث الموسيقي الوطني ورد الاعتبار لعدد من شيوخ وفناني العيطة وإثراء النقاش الوطني حول هذا المكون التراثي, الذي دخل خلال السنوات القليلة الماضية الحقل الأكاديمي من أوسع أبوابه. وتميزت هذه التظاهرة بلوحات في فن العيطة لكل من أولاد بن عكيدة التي ارتبط تاريخها الفني بأسطورة الفن الشعبي الفنانة الراحلة فاطنة بنت الحسين وقصائد في فن العيطة الحصباوية قدمتها الشيخة خديجة المكروم التي تعلمت هذا اللون الفني على يد كبار فناني العيطة من أمثال الشيخة الحامونية والشيخة عايدة وفاطنة بنت الحسين. كما استمتع الجمهور الحاضر بساحة مولاي يوسف، حيث أقيمت المنصة الرسمية للمهرجان، بأداءات للفنان محمد المحفوظي على آلة الكنبري الذي اشتهر بنواحي آسفي منذ الثمانينيات من القرن الماضي بأغاني العيطة. كما شارك الفنان الشعبي حجيب الذي ساهم في انتشار فن العيطة خارج حدودها التقليدية والمتميز بالحفظ السريع والأداء المتناسق لكل أنماط وأصناف العيطة. وحضرت هذه التظاهرة كذلك كل من فرق العيطة اخوت لعلام وحادة وعكي وأحمد الكرفطي وأولاد البوعزاوي. واشتملت بقية فقرات البرنامج على لوحات في نفس النمط الغنائي لكل من الشيخ جمال الزرهوني ومجموعة احمادة بوشان وفنان الأطلس محمد رويشة، وتم في الجانب الفكري تنظيم ندوة حول موضوع «التراث الشفهي ومناهج البحث العلمي». وأسدل الستار على الدورة العاشرة بسهرة فنية أحياها مساء أمس كل من مجموعة فتاح الخيالة والفنان عبد العزيز الستاتي.