انطلقت مساء أمس الخميس بمدينة آسفي فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الوطني لفن العيطة، الذي يتواصل إلى غاية 10 يوليوز الجاري، تحت شعار "الاحتفاء بفن العيطة صيانة للذاكرة الفنية الوطنية". وجاء في ورقة تقديمية لهذا المهرجان، الذي دأبت وزارة الثقافة على تنظيمه سنويا، أن "العيطة المغربية، إلى جانب بعدها الشعري، هي موسيقى مؤهلة لتكون مادة ثرية لإنجاز دراسات علمية في المجال الموسيقى، وإن اعتبار العيطة موسيقى تقليدية ليس مجرد وصف عفوي وإنما يتعلق الأمر بمفهوم مركزي أصبح مألوفا في الدراسات المعاصرة خصوصا في علم موسيقى الشعوب". وأبرزت الكلمة الافتتاحية التي ألقاها المندوب الجهوي للثقافة السيد عز الدين كرا أن الهدف من هذه التظاهرة يتمثل أساسا في تكريس سياسة الحفاظ على الموروث الموسيقي الوطني ورد الاعتبار لعدد من شيوخ وفناني العيطة وإثراء النقاش الوطني حول هذا المكون التراثي، الذي دخل خلال السنوات القليلة الماضية الحقل الأكاديمي من أوسع أبوابه. وتميزت الأمسية الأولى من هذه الدورة بالحضور المكثف لفئات من مختلف الأعمار من الساكنة التي تابعت لوحات في فن العيطة لكل من أولاد بن عكيدة التي ارتبط تاريخها الفني بأسطورة الفن الشعبي الفنانة الراحلة فاطنة بنت الحسين وقصائد في فن العيطة الحصباوية قدمتها الشيخة خديجة المكروم التي تعلمت هذا اللون الفني على يد كبار فناني العيطة من أمثال الشيخة الحامونية والشيخة عايدة وفاطنة بنت الحسين. كما استمتع الجمهور الحاضر بساحة مولاي يوسف، حيث أقيمت المنصة الرسمية للمهرجان، بأداءات للفنان محمد المحفوظي على آلة الكنبري الذي اشتهر بنواحي آسفي منذ الثمانينيات من القرن الماضي بأغاني العيطة. واختتم هذه الأمسية الفنان الشعبي حجيب الذي ساهم في انتشار فن العيطة خارج حدودها التقليدية والمتميز بالحفظ السريع والأداء المتناسق لكل أنماط وأصناف العيطة. ويشارك في أمسية اليوم الجمعة كل من فرق العيطة اخوت لعلام وحادة وعكي وأحمد الكرفطي وأولاد البوعزاوي. أما برنامج يوم غد السبت فيشمل تقديم لوحات في نفس النمط الغنائي لكل من الشيخ جمال الزرهوني ومجموعة احمادة بوشان وفنان الأطلس محمد رويشة، على أن يتم في الجانب الفكري تنظيم ندوة حول موضوع "التراث الشفهي ومناهج البحث العلمي". وسيسدل الستار على الدورة العاشرة بسهرة فنية يحييها مساء الأحد القادم كل من مجموعة فتاح الخيالة والفنان عبد العزيز الستاتي.