افتتحت مساء أمس الخميس بساحة مولاي يوسف بآسفي فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الوطني لفن العيطة الذي تنظمه وزارة الثقافة هذه السنة تحت شعار "فن العيطة توثيق للذاكرة الشعبية". واستهلت فقرات المهرجان، الذي استقطب جماهير غفيرة من ساكنة المدينة، باستعراض فني لفرقة "قلب الناس" التي أبدعت في تقديم لوحات وقطع غنائية وطنية. كما تميز حفل الافتتاح بفقرة التكريم التي شملت هذه السنة رمزين من شيوخ فن العيطة بآسفي "العربي لكحل" و"عبد القادر لعسيري". وولد الشيخ عبد القادر الوريدي الملقب بلعسيري ( لقب فني ) سنة 1941 بمنطقة أولاد زيد بجماعة البدوزة (إقليمآسفي) وولج ميدان الفن سنة 1955. وتشرب الشيخ لعسيري، الذي كان يمتاز بإتقانه العزف على آلة الوتر (الكمبري)، هذا النمط الفني على يد الراحلين الشيخ مصطفى "ولد الضو" والشيخ "مولاي أحمد الهردة"، ومن تم بدأ مساره الفني بعد أن أسس سنة 1965 مجموعة شعبية تتقن فن العيطة وسماها مجموعة عبد القادر العسيري. وللشيخ العسيري عدة مشاركات مع مجموعة من شيوخ العيطة أمثال المرحوم "البيض الجيلالي" ، و"الداهمو"، كما شارك في المهرجان الوطني لفن العيطة في دوراته الأولى. أما الشيخ العربي لكحل، المزداد سنة 1953 بمدينة أسفي والملقب ب"الكزاز" فقد ولج ميدان الفن سنة 1968 على يد مجموعة من الشيوخ، منهم الشيخ سيدي إبراهيم لبيهي والشيخ عبد السلام مكفولي والمعلم العيساوي وسي عبد الرحمان البصير. وأسس هذا الفنان، الذي يعد من أمهر العازفين على آلة الوتر، فرقة فنية سنة 1972، اشتهرت باتقانها لفن العيطة عزفا وأداء. ويعد هذا الشيخ الوحيد بين شيوخ العيطة الذي لازال يحافظ على أصالة العيطة العبدية والبيضاوية وترتيب أقسامها. وتواصلت الفقرات الفنية المبرمجة في الليلة الأولى للمهرجان، الذي ستستمر فعالياته الى 25 يوليوز الجاري، بتقديم "سمفونية العيطة "لمجموعة الشيخ جمال الزرهوني" والتي لاقت إعجابا من طرف جمهور المهرجان الذي استمتع بمتون أصيلة من فن العيطة وكذا بالأداء المحكم والمتناسق للعازفين، خاصة على آلة الوتر (الكمبري). وإلى جانب الشيح جمال الزرهوني تألقت الفنانة "نجوى عتاب" ومجموعة "حميد المرضي" في أداء كوكتيل متنوع من الأغاني الشعبية التي ألهبت حماس الحضور. وسيكون الجمهور على موعد طيلة فترة المهرجان مع سهرات عمومية سيحييها فنانون وفرق شعبية من بينهم "مجموعة عابدين" وشيخات خنيفرة" و"اخوت لعلام" ومجموعة "كمال العبدي" و"ولاد بنعكيدة" و"الخيالة" والفنان "الميلس". وفي كلمة له تضمنها المطبوع الخاص بالمهرجان أكد المدير الجهوي للثقافة بجهة دكالة عبدة السيد عز الدين كارا على ضرورة التشبت بهذا الملتقى السنوي وتوفير سبل تطويره حفاظا على التراكم الذي حققه لعدة سنوات ووعيا بأهمية "بذل قصارى الجهود لصيانة هذا الجزء الهام من مكونات الثقافة الشعبية الوطنية". وأوضح السيد كارا أن فن العيطة الى جانب بعده الموسيقي والغنائي، هو نص مفتوح يوثق لمعطيات تاريخية واثنوغرافية لمناطق شاسعة من المغرب ومن هذا المنطلق اختير لهذه الدورة شعار "فن العيطة توثيق للذاكرة الشعبية". وقال المدير الجهوي للثقافة إن برنامج هذه الدورة حافظ على المكونات الأساسية التي بصمت تاريخ هذا المهرجان والمتمثلة أساسا في فقرة التكريم والسهرات العمومية التي تمت فيها المزاوجة بين النمط العيطي الأصيل والنمط العصري "وذلك من أجل خلق نوع من التوازن بين متطلبات الحفاظ على الموروث من جهة وإرضاء الأذواق المختلفة من جهة ثانية".