يؤكد عدد من سكان غاو شمال مالي انهم مستعدون لاستضافة الزعيم الليبي المتواري عن الأنظار معمر القذافي الذي يبحث عنه الثوار منذ سقوط طرابلس الأسبوع الماضي. وقال صيدلي في المدينة "ليأتي القذافي الى هنا. سنؤمن له كل ما يريده". وأكد مدير مدرسة "انني موافق" على استضافة القذافي. وأضاف ان "الجحود ليس من سماتنا. لقد فتح خزينته للأفارقة، ولن نتخلى عنه اليوم وهو يواجه صعوبات". وصرح نوهون كوني الموظف في مطار غاو متسائلا "لم أتلق اي قرش من القذافي لكنني أحبه. انه رجل يعرف كيف يقاسم. انظروا ماذا فعل لدول مثل مالي. كم زعيم عربي ساعد إفريقيا؟" جنوب الصحراء. ومالي من الدول الإفريقية التي وظفت فيها ليبيا استثمارات كبيرة خصوصا في قطاعات الزراعة والفنادق والمصارف. وعرض اثنان من سكان المدينة كانا أمام مزرعتهما إيواء الزعيم الليبي. وقال احدهما "نحن مستعدان لحمايته وإيوائه ومساعدته. سنهبه سريرنا ولا احد يستطيع ان يأتي للبحث عنه هنا". وأضاف الآخر "قولوا له ان يأتي". وتحدث احد اكبر أغنياء غاو في الاتجاه نفسه طالبا عدم كشف هويته. وقال "لماذا لا نبني له مقرا في غاو او نسمح له بالعيش في بيته في تومبوكتو" المدينة الواقعة شمال غرب مالي وكان الزعيم الليبي يزورها باستمرار. اما إبراهيم اغ كينا احد المتمردين الطوارق السابقين، فقال انه تسلم من مبعوث ليبي 250 الف دولار (اكثر من 172 الف يورو) في إطار عملية نزع أسلحة المتمردين الطوارق في شمال مالي. وأوضح ان دبلوماسيين ليبيين جاؤوا اليه العام الماضي عندما كان في صحراء مالي، ليطلبوا منه ان "ينظم مع أفراد قبيلتي عملية صغيرة لنزع الأسلحة وأكدوا لي ان القذافي سيعطينا مالا". وأضاف "حصلت على حصتي والمبعوثون اخذوا عمولتهم"، مؤكدا وهو يظهر صورة له مع الزعيم الليبي في ليبيا ان القذافي "رجل كريم". وشهدت مالي في الأشهر الماضية تظاهرات تأييد للقذافي نظمها خصوصا كتاب وعدة أحزاب وجمعيات. وقد عبرت الحكومة المالية الخميس عن "تضامنها" مع الشعب الليبي في "تطلعه الى الديموقراطية" بدون ان تعترف رسميا بالمجلس الوطني الانتقالي الهيئة القيادية للثورة. ويؤكد سكان انهم يؤيدون معمر القذافي لسبب آخر هو ان "الذين ساعدوا المتمردين ليسوا مسلمين"، في إشارة الى دور حلف شمال الأطلسي في إسقاط نظام القذافي. وقالت النيجيرية عايشة تومي "كيف يمكن لغير مسلمين مساعدة مسلمين على مهاجمة مسلمين آخرين خلال شهر رمضان؟". لكن هناك من لا يشاطرونهم هذا الرأي الايجابي في القذافي ويشيرون الى غياب الديموقراطية في ليبيا. وتؤكد الطالبة المالية زويرات ان "ما يحدث له ظلم، لكنه كان ينتهك الحريات الاساسية". وتضيف "لكنني اؤيد ان يمنحه بلد ما اللجوء. هو ليس ديموقراطيا لكن يجب الا ننسى ان المتمردين الليبيين الذين يسيطرون على الجزء الأكبر (من ليبيا) ليسوا ديموقراطيين أيضا".