شهدت العاصمة الليبية طرابلس، ليلة السبت الأحد، دوي عدة انفجارات وإطلاقا كثيفا للنار وسط أنباء عن سيطرة الثوار على بعض أحياء المدينة، في حين يؤكد نظام القذافي تمسكه بعدم الاستسلام. وصرح المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي أحمد جبريل، اليوم الأحد، أن عملية جارية الآن في طرابلس بمشاركة حلف شمال الأطلسي بهدف عزل العقيد معمر القذافي حتى يستسلم أو يرحل، موضحا أن الحملة انطلقت مساء أمس السبت في العاصمة الليبية "بتعاون بين المجلس الوطني الانتقالي والثوار في طرابلس وما حولها". وقدر المتحدث أن العملية ستستمر عدة أيام لحين إحكام الحصار على القذافي"، قائلا "نتوقع إما أن يستسلم أو أن يفر من المدينة" بحثا عن ملاذ في الخارج أو في مدينة أخرى بالبلاد وأنه "في حالة أبدى رغبته في الرحيل عن ليبيا، سنتجاوب مع هذا الطرح وسنقبله". وقال سكان في العاصمة إن "مواجهات" تدور بالخصوص في أحياء سوق الجمعة والعراضة وتاجوراء شرق العاصمة، حيث تم إطلاق هتافات التكبير عبر مكبرات الصوت من المساجد. وسمع تبادل لإطلاق النار بالأسلحة الخفيفة والثقيلة في وسط طرابلس بعد الافطار. وأكد المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم بالفعل حدوث "مواجهات صغيرة" مع "بعض المسلحين الذين دخلوا من هنا وهناك" في أحياء مثل تاجوراء وسوق الجمعة وبن عاشور قرب وسط العاصمة. وقال إبراهيم، في تصريحات بثتها قنوات التلفزيون الليبية، إن المتطوعين والقوات الليبية صدوا المتمردين الذين "تسللوا" الى العاصمة وان المواجهات استمرت نصف ساعة فقط، مشيرا إلى إن "طرابلس آمنة". من جهة أخرى، دعا الزعيم الليبي معمر القذافي، في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي، أنصاره "للزحف بالملايين" لإنهاء "مهزلة" النزاع الذي يدمر ليبيا منذ فبراير الماضي، قائلا "عليكم أن تزحفوا بالملايين لتحرير المدن المدمرة" التي يسيطر عليها الثوار. كما أكد سيف الإسلام القذافي، أمس السبت، أن نظام طرابلس "لن يسلم ولن يرفع الراية البيضاء"، قائلا "نفسنا طويل. نحن على أرضنا وبلدنا. سنقاوم ستة أشهر، سنة، سنتان وسننتصر" وداعيا في الوقت نفسه الثوار إلى الحوار. وحذر التلفزيون الرسمي الليبي من "الحملة الإعلامية المعادية"، مؤكدا أن العاصمة تحت السيطرة، وذلك ردا على ما أوردته وسائل إعلام الثوار بأن تاجوراء "تحررت بالكامل". كما أكد أحد الثوار للصحافة أنهم سيطروا على غابة استراتيجية تقع على بعد 24 كلم غرب طرابلس بعد معارك دامية صباح اليوم الأحد مع قوات القذافي التي لاتزال متمركزة عند أطراف الغابة. من جانب آخر، احتفل آلاف الاشخاص ليل السبت الأحد في بنغازي "عاصمة" الثوار "بالانتفاضة" الجارية في طرابلس على الزعيم معمر القذافي. وكان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة الليبية المسلحة صرح أمس السبت أن نهاية العقيد معمر القذافي باتت "قريبة جدا"، داعيا مسبقا أهالي العاصمة إلى "حماية حياة السكان وممتلكاتهم" و"حماية المؤسسات والممتلكات العامة". ودعا الرجل الثاني السابق في النظام الليبي عبد السلام جلود، الذي فر أول أمس الجمعة، في كلمة عبر قناة الجزيرة الفضائية ليل السبت الأحد قبيلة العقيد معمر القذافي إلى "التبرؤ من هذا الطاغية"، مضيفا أن "الحلقة ضاقت على القذافي واذا كان في طرابلس صعب عليه أن يخرج لأن كل الطرق يسيطر عليها الثوار". ويؤشر اندلاع المواجهات داخل طرابلس وتقدم مقاتلي المعارضة إلى مشارف المدينة على انطلاق مرحلة حاسمة في الصراع المستمر منذ ستة أشهر.