الرباط "مغارب كم ": محمد بوخزار أنهى، فرانثيسكو خافيير فيلاثكيث، مدير الأمن والحرس المدني الإسباني، زيارة وصفها بالناجحة إلى المغرب. واستنادا على ما أوردته ومسائل الإعلام الإسبانية بخصوص الزيارة، فإن الزيارة تناولت التعاون مجمل الأمني بين البلدين وخاصة في مجال محاربة الهجرة السرية. وكانت السلطات الإسبانية اشتكت في الأسابيع الأخيرة من تصاعد محاولات الدخول إلى سبتة ومليلية المحتلتين، من طرف مهاجرين أفارقة، يوجدون سرا في المغرب ويتحينون الفرصة المواتية لاقتحام الشريط العازل بين الأراضي المغربية وسبتة ومليلية. واستغل المهاجرون الأفارقة، كعادتهم كل صيف، الأجواء الصحوة وهدوء البحر وتكررت محاولاتهم للوصول إلى سبتة عن طريق السباحة على اعتبار أن المساحة الفاصلة بيم الشواطئ المغربية وسبتةالمحتلة قصيرة جدا. وتقول السلطات الإسبانية إن قوات الأمن المغربي والدرك الملكي، كانت مشغولة على مدى الأسابيع الماضية وفي حالة تأهب لمواجهة كافة الاحتمالات الناتجة عن حركة الاحتجاجات التي عمت بعض المدن المغربية قبل وبعد الاستفتاء على الدستور الجديد، ما جعل تلك القوات تنتشر في المدن تحسبا لتطورات. ولكن الوضع مختلف الآن بعد ما هدأت الأوضاع في غالبية المدن تقريبا، ولم تعد تخرج إلى الشارع إلا جماعات صغيرة، يمكن التحكم في مسيراتها بسهولة. وتلقى مدير الأمن الإسباني، خلال المحادثات التي أجراها مع الجانب المغربي الذي لم يعلن عن الزيارة، تطمينات بخصوص استمرار التعاون بين البلدين في المجال الأمني المتصل بالتصدي للهجرة السرية، لكن المسؤول الإسباني طلب مع ذلك تعزيز المراقبة على الجانب المغربي من الحدود. وفي هذا السياق أعرب مدير الأمن والحرس المدني عن ارتياحه للتنسيق الحاصل والمستمر بين الأجهزة الأمنية في بلاده والمغرب وأعطى المثال بضابطي الربط المغربي والإسباني اللذين يتوليان منذ مدة مهام التنسيق وتبادل المعلومات في كل من مطاري "باراخاس" بالعاصمة مدريد ونظيره محمد الخامس بالدار البيضاء. ولم يحدد المسؤول الأمني الإسباني موعد افتتاح مركزي الشرطة اللذين اتفق البلدان على إحداثها في مدينتي طنجة والجزيرة الخضراء، خلال الزيارة التي قام بها إلى المغرب في شهر نوفمبر الماضي، وزير الداخلية الإسباني "الفريدو بيريث روبالكابا" الذي أجرى مباحثات مع نظيره المغربي الطيب الشرقاوي. وأشار فيلاثكيث، إلى أن بلاده عينت مندوبيها في مركزي الشرطة المحدثين ويتعلق الأمر بضابطين أحدهما تابع للحرس المدني والثاني من الأمن الوطني، بينما لم يعين المغرب بعد من سيمثله فوق التراب الإسباني في الجزيرة الخضراء. إلى ذلك استغل، فيلاثكيث، زيارته إلى المغرب لإجراء مباحثات ثانية مع قائد الدرك المغربي الجنرال حسني بنسليمان، ومدير الهجرة بوزارة الداخلية، الوالي خالد الزروالي، وتناولت مسألة مكافحة المخدرات إضافة إلى الهجرة. يذكر في هذا الصدد أن الأحداث الجارية في تونس وليبيا وما أسفرت عنه من مغادرة الآلاف للبلدين المغاربيين، أضافت إلى السلطات الإسبانية المكلفة بمحاربة الهجرة السرية أعباء أخرى، ما جعلها تطلب المساعدة والدعم من الجار المغربي.