شهدت محطات الوقود بالعاصمة والولايات الغربية، خلال اليومين الأخيرين، طوابير طويلة للسيارات والشاحنات، تسببت في إحداث فوضى في بعض الأحيان. وأكد أصحاب المحطات أن المشكل لا يكمن في ندرة الوقود، بل كثرة الطلب إضافة إلى إصرار غالبية أصحاب المركبات على ملء الخزانات عن آخرها. استيقظ سكان العاصمة، أمس، على وقع الطوابير الطويلة للسيارات أمام محطات الوقود. وفي الجولة التي قادتنا إلى بعض المحطات، وقفنا على الضغط الرهيب الذي ميز معظمها. فمحطة دار الضياف بالشراڤة التابعة لمؤسسة نفطال تشكل بها طابور على طول 200 متر، حيث تجند فيها العمال لهذه الحالة "الطارئة"، ورغم وفرة الوقود إلا عدد الوافدين إليها لم ينقطع منذ الصباح الباكر. ولمعرفة أسباب هذه الأزمة، اتصلنا برئيس الاتحاد الوطني لمحطات الوقود والخدمات الخاصة، حميد آيت عنصر، الذي ربط ما يحدث بعدة عوامل أهمها قضية الوقود المغشوش بالغرب الجزائري الذي تم استيراده وأحدث عدة أعطاب في المركبات، وهو ما كان وراء تخوف المعنيين بالولايات الغربية، وانتقلت المخاوف إلى العاصمة. وحسب تقارير المحطات، يضيف آيت عنصر، فإن الزبائن أصبحوا يطلبون ملء خزان السيارات عن آخره بعد أن كانوا يكتفون بكمية لا تتجاوز قيمتها 500 دينار، ما عجل بنفاد الكميات المخصصة لكل محطة قبل نهاية اليوم، الوضع الذي دفع الزبائن إلى التوجه نحو المحطات التي بها وقود، مع العلم، حسبه، أن المحطات تزوّد ليلا فقط بحصتها من الوقود. كما ألقت الأزمة المسجلة بولاية وهران بظلالها، حسب المتحدث، ورفعت من مستوى تخوف المواطنين، وربط ذلك باللجوء إلى الاستيراد بعد أن دخلت مصفاة آرزيو مرحلة الصيانة، حيث سلمت في بداية أكتوبر فقط، مبديا استغرابه من التأخر في الكشف عن نتائج تحليل عينة من الشحنة المستوردة بعد أن ألحقت أضرارا بعدة مركبات، حيث تم نقل العينة إلى المخبر الرئيسي في العاصمة، مع العلم أن مثل هذا الوقود كان يفترض أن يخضع للتحليل قبل استيراده. في المقابل، أعاب آيت عنصر على مؤسسة نفطال ووزارة الطاقة تجاهلها لمثل هذه الأزمات "لأن لكل أزمة حل، والحل لا تعرفه الإدارة، بل من هم في الميدان، لأنهم كاتحاد يملكون حلولا اقتصادية لمثل هذه الأزمات"، يقول المتحدث. من جهتها، أعلنت مؤسسة نفطال توفر الكمية اللازمة من الوقود، بعد الطوابير التي سجلتها عبر محطات البنزين، حيث نفى مدير فرع التسويق للمؤسسة، محمد أرزقي رابية، أول أمس، في تصريح ل«واج"، وجود أزمة نقص في الوقود ووصف ذلك ب«معلومات لا أساس لها من الصحة"، وأوضح المتحدث بأن الكميات التي تم اكتشافها بغرب البلاد من مصدر مشكوك أثارت تخوفات بنفاد الوقود، وقال إن الوضع لا يتعلق بندرة وإنما بتوتر قوي زادت من حدته التخوفات من تراجع العرض بعد هذا الحادث. من جهة أخرى، ذكر المسؤول ذاته أن "نفطال" تمون نقاط بيع الوقود بشكل عادي، مع تعزيز التوزيع على مستوى محطات البنزين الصغيرة الخاصة المتواجدة بقلب العاصمة. وأشار رابية إلى أن هذه المحطات التي ينفد مخزونها بسرعة ستمونها نفطال حتى في النهار، بعد تحصلهم على ترخيصات لدى ولاية الجزائر العاصمة، لتمكين الشاحنات المحملة بصهاريج من التنقل في النهار لتموين نقاط البيع المذكورة. وبخصوص الوقود المستورد المشكوك فيه والذي أحدث أزمة بالغرب الوطني، أكد ممثل نفطال على سحب كل الكميات التي وزعت على محطات البنزين بغرب الوطن، وأن نتائج تحليل عيّنات هذا البنزين لم تظهر بعد.