- بعد أن كان العالم يحبس أنفاسه في انتظار ساعة الصفر لشن هجوم عسكري على النظام السوري من طرف أمريكا وحلفاءها الغربيين والخليجين، بمبرر معاقبة نظام الأسد على استعماله السلاح الكيماوي في صراعه مع المعارضة. يبدو أن منسوب اللهجة والخطاب قد أخذ في التراجع وصدرت تصريحات وقرارات من واشنطنولندن تفيد بالتريث وربما بإمكانية التراجع النهائي عن الحل العسكري، خاصة بعد تحذيرات من موسكو وبكين وطهران بأن الضربة من المحتمل أن تحدث زلزال في المنطقة يصعب السيطرة عليه وتوقع نتائجه وتداعياته الإقليمية والدولية، وإن كانت فرنسا مستمرة في لهجتها التصعيدية لنظام الأسد بالعقاب العسكري. فقد سبق لمجلس العموم البريطاني أن رفض الخميس اقتراحا من الحكومة بالتدخل في سوريا، وأشار وزير الدفاع البريطاني إلى وجود "قدر هائل من الارتياب بشأن التورط في الشرق الأوسط"، وقال إن الولاياتالمتحدة "ستشعر بخيبة أمل" لأن بريطانيا لن تشارك في الهجوم المحتمل .وبعد خسارة التصويت في مجلس العموم تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعدم تخطي البرلمان، قائلا من الواضح أن "البرلمان لا يريد أن يرى هجوماً عسكرياً ضد سورية وأنه سيتصرف في ضوء ذلك". وبعد ساعات من انسحاب لندن من عملية التهديد العسكرية، أعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أن بلاده لا تزال تريد تحالفا دوليا للمشاركة في الهجوم على سورية. وقال هاغل خلال مؤتمر صحافي في مانيلا إن "مقاربة واشنطن هي مواصلة العمل على إيجاد ائتلاف دولي يتحرك بانسجام ضد دمشق"، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة ستواصل التشاور مع بريطانيا. وعلى الطرف المناهض والرافض لأي تدخل عسكري ضد سوريا خارج موافقة مجلس الأمن، وانتهاء تحقيق عمل اللجنة الأممية للتحقيق من مزاعم استعمال دمشق للغازات السامة والتي أودت بمئات الضحايا من المدنيين الأبرياء. حذرت موسكو يوم الجمعة 30 غشت، من أن أي تدخل عسكريا في سورية سيوجه ضربة خطيرة للنظام العالمي القائم على الدور المركزي للأمم المتحدة. بدوره قال وزير الخارجية الصيني، في مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي، إن تحديد الحقائق يجب أن يكون شرطا مسبقا لاتخاذ أي إجراء في سورية. وفي انتظار تحقق الهجمة العسكرية من عدمها، تبقى الحرب النفسية فارضة نفسها، الكل فيها يحاول تحقيق الانتصار وإلحاق الهزيمة بالأخر قبل بدء المعركة الفعلية.