- نظمت وزارة الخارجية المغربية، في عهد وزير الخارجية السابق، الطيب الفاسي الفهري، مباراة لانتقاء عدد من المترشحين للتوظيف بالوزارة، في إطار المجهود الحكومي الرامي إلى إدماج الأطر العليا المعطلة في أسلاك الوظيفة العمومية، غير أن نتائج تلك المباراة بقيت معلقة، إلى أن فوجئ المتبارون، بأن لا أحد منهم توفق في إقناع اللجنة التي أشرفت على الامتحان. وعندما بدأت الصحافة تتساءل عن السبب وراء هذا الفشل الجماعي الذي أثار غضب الممتحنين الغير مرغوب في توظيفهم في وزارة الخارجية؟ جاء الرد الذي تلقته الأطر العليا المعطلة كرصاصة موجعة، على لسان الكاتب العام للوزارة حينذاك "يوسف العمراني" الذي صرح للصحافة بأن وزارته لم تجد في هؤلاء المرشحين للتوظيف بوزارة الخارجية من خلال عملية الانتقاء، الكفاءة المطلوبة، لولوجهم إلى عالم الدبلوماسية المغربية ! على غرار ما وقع في وزارة الخارجية المغربية قبل سنوات، نشرت مديرية الشؤون الإدارية والمالية بالأمانة العامة للحكومة، التي يدبّرها ادريس الضحاك، لائحة نتائج المباراة الانتقائية التي اجتازها 35 إطارا قانونيا وإداريا، اتضح من خلالها، أن لا أحد من المتبارين تمكن من النجاح !؟ الخطير في الأمر، في هاتين الواقعتين، ليس هو الرسوب في الامتحان، بل طبيعة القطاع الوزاري " الأمانة العامة للحكومة ووزارة الخارجية" وهما قطاعان سياديان بكل ما للكلمة من معنى، إلى جانب عدد الراسبين في المباراة؟ ! أن يتعثر البعض ويفلح البعض الآخر في اجتياز المباراة، أمر مقبول، لكن، أن يرسب الجميع بدون استثناء، فهذه مسألة غريبة وتستدعي من رئاسة الحكومة، فتح تحقيق عاجل للتأكد من صحة ما تم الإعلان عنه من نتائج، وإلا، فان الأمر سيطرح أكثر من علامات استفهام عن طبيعة الاختبار وطبيعة الممتحنين وقيمة الشواهد الجامعية الممنوحة لهم من قبل الجامعات المغربية؟ الكل يتذكر كيف أعيد للواجهة الحديث عن كلام يوسف العمران الذي جرد المعطلين من الكفاءة وبخس شواهدهم الجامعية وسبب لهم آلاما وجروحا غائرة في أنفسهم، قبل أن يكتشف الجميع "مستواه" هو نفسه بعد انتشار شريط فيديو خاص بكلمته الشهيرة التي ألقاها أمام ممثلي باقي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، وهو يتهجأ خطابه حول الأزمة في سوريا أمام كاميرات العالم. ففي كل جملة من خطابه، كان يوسف العمراني الذي يشغل اليوم منصب وزير منتدب في الخارجية، ينطق بكلمة غير مفيدة، إلى درجة أن المتتبعين والمستمعين لخطاب "سعادة الوزير المحترم"، وجدوا أنفسهم مضطرين إلى بذل مجهود كبير لاستيعاب الموقف الرسمي المغربي، وتساءلوا حينها كيف ستكون الترجمة الفورية؟ وكيف يمكن لممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن استيعاب كلمة الوزير العمراني إذا كان مواطنوه لم يفهموه؟ من كان بيته من زجاج عليه ألا يرمي الباحثين عن الشغل بالحجارة. هذا هو التعليق الذي كان أكثر تداولا لدى الرأي العام بعد مهزلة الوزير العمراني اللغوية. فهل سيسارع رئيس الحكومة إلى فتح التحقيق في نتائج الامتحان المعلن عليها من قبل الأمانة العامة للحكومة، لانقاد ما يمكن إنقاذه، حتى لا يتكرر سيناريو العمراني مع الضحاك الذي قال يوما «أنا اشعر مثل ذلك الطفل الذي يملأ فمه بقطرات الماء ليسقي بها الأرض».