أبلغت لجنة علمية مرموقة البيت الأبيض، مساء الأربعاء، بأن أحدث الأبحاث تظهر أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن ينتقل ليس فقط عن طريق العطس أو السعال، بل أيضا عن طريق الكلام أو حتى بمجرد التنفس. وجاء في رسالة كتبها رئيس لجنة الأمراض المعدية الناشئة والتهديدات الصحية للقرن 21 في الأكاديمية الوطنية للعلوم، الدكتور هارفي فاينبرج “في حين أن الأبحاث الحالية الدقيقة حول الفيروس محدودة، إلا أن نتائج الدراسات المتوفرة تتسق مع انتقال من خلال تحول الفيروس إلى جزيئات صغيرة يمكن أن تحمل عبر الهواء من خلال التنفس العادي”.
وكان كبير خبراء الأمراض المعدية في الولاياتالمتحدة، أنتوني فاوتشي، قد قال إن بحث استخدام الكمامات أو أغطية للوجه على نطاق واسع لمنع انتشار الفيروس “قيد مناقشة نشطة للغاية” من قبل فريق البيت الأبيض ضد كورونا الذي هو عضو فيه. وجاءت رسالة فاينبرج إلى البيت الأبيض ردا على استفسار من كيلفن دروغماير من مكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا في البيت الأبيض قائلًا:”هذه الرسالة تجيب على سؤالك بخصوص احتمال انتقال كورونا عبر الحديث، إلى جانب العطس والسعال، مشيرا إلى أن الأبحاث المتوفرة حاليا تدعم الاحتمال بأن الفيروس قد ينتقل من خلال الهباء الحيوي الذي ينتج مباشرة عن زفير المرضى. والهباء الحيوي (bioaerosols) هو عبارة عن جسيمات صغيرة محمولة جوا ذات طبيعة بيولوجية، أي أنها تأتي من كائن حي مثل وبر الحيوانات الأليفة أو حبوب اللقاح من النباتات، أو أنها كائنات حية مثل الفيروسات والبكتيريا. وحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن فيروس كورونا المستجد ينتقل من شخص لآخر عندما يكون الأفراد على مسافة تقل عن ستة أقدام من بعضهم البعض من خلال قطرات الجهاز التنفسي التي يتم إنتاجها عندما يسعل أو يعطس شخص مريض. وأوضح فاينبرج أن معلومات CDC صحيحة، لكن الأبحاث تشير إلى أن قطرات الجهاز التنفسي المنبعثة حتى خلال الكلام أو ربما حتى بمجرد التنفس قد تنقل الفيروس أيضا. وختم الخبير أن فيروس كورونا ليس معديا كالحصبة أو السل، موضحا أن فترة بقائه في الهواء تتأثر بعدة عوامل، بما في ذلك الكمية التي تنتج عن الشخص المصاب خلال تنفسه أو كلامه وكذلك وفق التهوية في المكان. وأردف قائلا: “إذا أنتج هباء للفيروس دون تهوية في الغرفة، فمن الممكن إذا دخلت الغرفة في وقت لاحق أن تستنشق الفيروس”، ولكن “إذا كنت في الخارج (الهواء الطلق)، فإن النسيم سيفرقها على الأرجح”. تجدر الإشارة إلى أن العلماء لا يزالون يحاولون فهم طرق انتقال الفيروس. وقد يؤدي لمس الأجسام الملوثة ثم لمس العينين أو الأنف أو الفم بأياد غير نظيفة إلى الإصابة أيضا، وتشير الدراسات إلى أن الفيروس قد يعيش على الأسطح بين ساعات وحتى أيام.