النسخة الأولى تسلمتها المسؤولة عن مؤسسات الحماية الاجتماعية للتعاون الوطني نظم نهاية الأسبوع الماضي، بالرباط، يوم دراسي حول "الارتقاء بدار الطالب(ة) من أجل جودة التربية" تم خلاله الإعلان عن إحداث "جائزة مريم بلغيتي" التي ستسلم سنويا لأحسن مؤطر(ة) دار الطالب(ة) على المستوى الوطني. وقد أحدثت هذه الجائزة من طرف التعاون الوطني و"مشروع ألف" الممول من طرف "الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي" وذلك، اعترافا بالجهود الجبارة التي بذلتها الفقيدة "مريم بلغيتي" الحارسة العامة السابقة لداخلية إعدادية مولاي رشيد بالرشيدية، للنهوض بأوضاع تلاميذ هذه الداخلية والعديد من داخليات المدينة والإقليم على المستوى المادي والمعنوي . خلال هذا اليوم، الذي حضره القائم بأعمال سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية بالرباط، ومديرة الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي، ومدير التعاون الوطني، والكاتب العام للفدرالية الوطنية للجمعيات الخيرية، ومدير وأطر مشروع ألف التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والعديد من الفعاليات المدنية والشخصيات الوطنية والأجنبية، (خلاله) ألقيت كلمة مسهبة باسم المنظمين، تم التعريف فيها بالفقيدة، وبجهودها الجبارة في مجال النهوض بأوضاع تلاميذ الأقسام الداخلية، وفي بلورة نموذج” الإرتقاء بدار الطالب(ة) من أجل جودة التربية"، كما تم تسليم الجائزة التي تحمل اسمها "مريم بلغيتي" في نسختها الأولى للسيدة "حكيمة تشريفين" المسؤولة عن مكتب مؤسسات الحماية الاجتماعية للتعاون الوطني بالناظور، ومؤطرة دار الطالبة بالدريوش بالإقليم نفسه. وبالمناسبة أيضا، تم تسليم هدايا تذكارية لعائلة الفقيدة. ومعلوم أن نموذج” الارتقاء بدار الطالب(ة) من أجل جودة التربية“، الذي شاركت الفقيدة في بلورته، ساهم في تطويره كل من التعاون الوطني، والفدرالية الوطنية للجمعيات الخيرية، ومشروع ألف التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وهو نموذج يهدف إلى دعم تمدرس فتيات الوسط القروي، ومحاربة الهدر المدرسي، ويوفر للمستفيدات، بالإضافة إلى المأوى، دعما مدرسيا ونفسيا واجتماعيا ملائما، وذلك من أجل تنمية شخصيتهن على المستويين الدراسي والاجتماعي. وحسب مدير مشروع ألف، ف"إن نتائج هذا البرنامج بدور الطالبة، تدعو فعلا إلى الفخر، إذ أصبحت نسبة الهدر المدرسي فيها لا تتجاوز 1 في المائة مقارنة مع المعدل الوطني الذي يبلغ 7 في المائة، كما تضاعفت نسبة النجاح ضمن المقيمات، وارتفعت من 43 في المائة في موسم 2005-2006 إلى 84 في المائة برسم 2007-2008. فيما بلغت نسبة النجاح بين تلميذات الباكلوريا 60 في المائة، متجاوزة النسبة الوطنية بعشر نقاط". وأفاد مسؤول من التعاون الوطني أن دور الطالب والطالبة التي أنشئت من أجل الحد من المشاكل المتعلقة بتكلفة التعليم، وبعد المسافة بين المؤسسة التعليمية ومحل إقامة التلميذات، والتي يمولها التعاون الوطني، وتسيرها جمعيات خيرية، سمحت لأزيد من 50.000 فتى وفتاة، يعيشون في مناطق معزولة، بمتابعة دراستهم. وبفضل جهود كل الشركاء (التعاون الوطني، الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الجمعيات( تحولت المؤسسات المشمولة بالمشروع إلى فضاءات تفتح، تسهم في التنمية الشخصية للفتيات، وتسمح لهن بمتابعة دراستهن في أحسن الظروف الممكنة. وأوضح عبد الحق كميم وهو إطار بمشروع ألف أنه "بناء على تشخيص مفصل ودقيق، يتم الاشتغال على نقط ضعف كل تلميذ أو تلميذة، بالاستعانة بكل الموارد المتاحة من مؤطرين وفاعلين مدنيين وفتيات قصد توفير دعم ملائم". أما عزيزة الشباني وهي أيضا إطار بالمشروع نفسه، فترى أن "أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي تعزز الثقة بالنفس لدى الفتيات، فيصبحن أكثر استقلالية، كما تنمي لديهن القدرة على النقد والتحليل وحس المسؤولية. ومن خلال الأعمال التطوعية وأنشطة التفتح وتسيير دار الطالبة، تكتسب الفتيات القدرة على الاندماج في محيطهن الاقتصادي والاجتماعي". ومعلوم أن هذه التجربة الرائدة، أطلقها مشروع ألف مع 90 فتاة في أربع من دور الطالبات سنة 2006-2005، وشملت تغيسالين بإقليم خنيفرة، وبني تجيت بإقليم فيجيج، وبني باتو بإقليم خريبكة، ثم تنجداد بإقليم الرشيدية، لكن سرعان ما توسع البرنامج سنة 2007-2006 ليشمل عشرا من دور الطالبات التابعة للتعاون الوطني، وبذلك أصبح عدد المستفيدات 1090 فتاة، وفي 2008-2007 استفاد من البرنامج 16000 فتى وفتاة تابعين إلى مؤسسات الرعاية الاجتماعية. وبعد النجاح الذي حققته التجربة في إطار مشروع ألف، قرر التعاون الوطني تعميمها على مؤسسات الرعاية الاجتماعية عبر تراب الوطني البالغ عددها 774 مؤسسة. هذا علاوة على أن مشروع ألف نموذج دار الطالبة يطبق حاليا على 38 قسما داخليا في المؤسسات التابعة لوزارة التربية الوطنية، وذلك في أفق تعميم البرنامج على كل المؤسسات التي تشتمل على أقسام داخلية. للإشارة، فخلال هذا اليوم، تم عرض فيلم عن "دور الطالبة بمواصفات الجودة"، كما استعرضت تجارب ميدانية، وقدمت شهادات لمجموعة من المؤطرين والمكونين والفتيات المستفيدات من برنامج دور الطالبة بمواصفات الجودة، بعدها تم توزيع بعض الجوائز على مجموعة من ممثلات بعض دور الطالبات، من بينهن ممثلة عن دار الطالبة بتنجداد، اعتبرها عبد الحق كميم بمثابة شهادات "إيزو ألف"، كما تم عرض المخطط الذي يعتزم التعاون الوطني تعميمه على دور الطالبة بمواصفات الجودة.