في هذه الحلقة نقف مع ومضات من حرص العلامة محمد المختار السوسي على التقييد والتدوين، وجدناها مدونة في بطون مخطوطات كتبه وكنانيشه الخاصة وعلى أغلفة الكتب، وهي آلية لحفظ تراثنا من كل محاولات الضياع و التهميش أو الاندثار، كما أنها معين لقراءة تاريخ المغرب الاجتماعي والثقافي والسياسي. ويلاحظ على هذه التقاييد حرص العلامة المختار السوسي على تدقيق التواريخ وإيراد الجزئيات لتوضيح المعنى المطلوب من القول. تقاييد نفائس المخطوطات الفتوحات الوهبية في سيرة مولاي الحسن السنية: للحسين بن عبد الرحمان السملالي الحسين المتوفي 1309ه بفاس، يصف الحالة المغربية أيام مولاي الحسن. طوالع الحسن واتباع السنن بظهور راية سيدنا وأميرنا مولانا الحسن لعلي بن محمد السوسي السملالي توفي 1328ه، ألفه لما وبويع 1291ه، يقع في سفر وسط ذكره في الآتي (أعني المطالع)، وهو صاحب الرحلة الحسنية الموجودة بخزانة الرباط (مطالع السعادة في فلك سياسة الرياسة، سياسة العقول وسياسة النقول). تنبيه التلميذ المحتاج: لعبد الله بن عزوز المراكشي دارا ومنشأ السوسي أصلا (عند أبي المزايا) أتمه 1188ه. إنارة البصائر في ترجمة الشيخ ابن ناصر للشرحبيلي، وهو غير ما لأحوزي (ينظر عند ابن سودة). >طبقات بعض الأعلام< لمحمد بن أحمد المرابط البعقيلي، المتوفى 1076ه، ذكر فيه 162 من الرجال في 3 كراريس (عند الشيخ ابن زيدان ضمن مجموع عدد 54221) رسالة الكشط: ألفها مؤلف زمن ابن تومرت يذم فيها التقليد، شرحها بعض السوسيين، أما الأصل فوقف عليه، والشارح مذكور فقط، وهو كما ذكر عند فاسي. تحصيل المنى في شرح تلخيص ابن البنا، ليعقوب بن أيوب الجزولي، ذكر في أوله أنه قرأ الأصل في حاحة، 755 ه أخذا ثم تصدر للتدريس 761 ه فلخصه لأصحابه، وهناك ما يدل على أنه شلحي اللسان، فالغالب أنه من سوس، وهو في زهاء 112 صفحة في القالب الكبير (35 سطرا)، وهو بخط الشيخ عبد الله بن يعقوب، نسخه 1000 ه، وخطه حسن بين، وقد رأيت نسخة أخرى من الكتاب في إلغ. شرح الشفاء للزموري المسمى إيضاح اللبس والخفاء في الكشف عن غوامض الشفاء< في مجلد كبير طويل، بين الخط وبين إثره الكتب المأخوذة منها، في صفحة كبيرة ونصف، فيها غرائب، والمؤلف فرغ منه 832 ه، والكتاب مشهور إلا أنني لا أعلمه مطبوعا، وأرى أن هذه النسخة جيدة قديمة، ولم يذكر ناسخه وقت النسخ. مجلد ضخم طويل فيه سفر من مختصر ابن عرفة أوله الطلاق، سالم بين الخط كتب 977 ه. مجلد ضخم طويل قديم من التنبيهات لعياض على المدونة وصل فيه باب السلم وخطه بين فيه ثقوب قليلة من الأرضة، ولم يؤرخ وقت نسخه. جفرية عبد الرحمان بن مسعود التيكي، نظم بالشلحة، فيها 16 صفحة 19 بيتا. العرصات التي تكونت منها باهية الوزير أحمد بن موسى، المشهورة بمراكش، وقد بناها سنوات 1313ه 1317ه متصلة بدار أبيه الوزير موسى بن أحمد، اشترى بعضها وعوض بعضها: 1 عرصة الأحباس 2 عرصة أولاد المزميزي 3 عرصة سي عبل الدراوي 4 عرصة سيدي زوين (الأستاذ الشهير) 5 عرصة الأحباس (أخرى) 6 عرصة الباشا ابن داود 7 عرصة الحوتة 8 عرصة أولاد ابن عياد 9 عرصة الزوج 10 عرصة سيدي عمر الطيطلي 11 العرصة الشريفية 12 عرصة مصرف البارودي. هذا ما أملاه علي شيخ فلاح ممن عاين الجميع، وعرف وحضر الغراسة في جميع أكدال بَّيت أحمد، الملاصق لقصر الباهية، وقال: إن كل البرتقال الذي هناك أتى به من تيطاون على البغال، وقال الباشا ادريس منو: كان الغرس من البرتقال وغيره، من الأشجار النادرة إذ ذاك من الجنوب، يوتي بها على البواخر إلى الجديدة، ثم على البهائم إلى مراكش، وقد كان أحمد بن موسى معينا بتشييد قصره هذا، بالبناء المحكم والتنميق، متأثرا بما بناه مولاي الحسن قبل، لأن مولاي الحسن هو الذي أحيا التنميق الأندلسي في البناء، بعدما كاد يندثر، كان يرسل صناعا بارعين من البنائين والنجارين والجباصين إلى ما بقي من بناءات العرب بالأندلس، فيحاكون ذلك في كل الذي شيده، وقد اعتنى بصناعة الرخام، قال الباشامنو: كان أدرك نحو 100 من الرخامين، كلهم مخزنيون لاغير، لا شغل لهم إلا العمل في الرخام، ولا يترك ذلك لعموم الصناع الشعبيين، قال: ولذلك سرعان ما اندثرت هذه الصناعة بعد العهد العزيزي. قيد ذلك المختار للتاريخ 2 شعبان 1368ه ***** مات في هذه السنة الفارطة في رمضان 1360ه القائد الرباني حمدي بن جعا وايسي، الذي تولى في زاوية أسا، من قبيلة إدحمو علي، وهو على هؤلاء وعلى جواكين وكوارير، ويذكر بخير ودين، توفي كهلا، تولى بعد الاحتلال رسميا، بعد أن كان رئيسا مذكورا قبل ذلك الوقت، وقد خلفه القائد بوزيدين الرباني، وهو شاب لما تنبت لحيته، وله من أخلاق حسنة، وقد اشتهر مع أبيه بإيقاد النار ليلا للطارقين على يفاع، عادة عربية بقيت فيهم، ولهم جمال كثيرة تنيف على ألف، ويقال إنهم زكوا هذه السنة بخمسين جملا، وذلك يدل على أن عندهم آلافا، والرياسة قديمة فيهم، وجدهم الشيخ علي الباكو المسري، وهم معروفون بالذود عن الزاوية الانوية وأهلها، وذكر أن عندهم عقدا فيه حماية مرابطي إلغ من قديم، يذودون عنهم آلة قبيلة أسا، وهناك قائد آخر يسمى محمد بن الخرشي، وله كلام ثابت لا يتردد فيه، وهو على إدَاوْمليلْ، وهو اليوم كهل، والرياسة متسلسلة في آبائه، وإيالته أوسع من إيالة من قبله، والذين تحت يده ينقسمون إلى ست قبائل: 1 إداوتيا 2 أيت واعبان 3 إمغلاي 4 أنفليس 5 إد بوجمعة 6 أيت يدر، وكلهم من قبيلة أيت أوسا الشهيرة، (هذان قائدا قبيلة أسا الرسميان). قيده المختار عن بعض أهل تلك الجهة بتاريخ 10 6 1361 ه. ***** ذكر لي سيدي بريك بن عمر المجاطي أنه في عصر المولى إسماعيل، كان على مجاط قائدان، واحد يسمى ادراق الكرموني، وكانت له أملاك كثيرة، قال: إنني رأيت أملاكا كثيرة من التي اشتريت من ورثته، قال: يذكر أنه كان في عهد الطالب صالح الكرموني المشهور في أكادير، ولذلك كثر نوع المكاحل المنسوبة للطالب صالح في الكرمونيين، لأنه كان يسربها إلى القائد أدراق، قلت: يكون هذا حينئذ إلى حدود 1170ه، لأن الطالب صالحا ألقى المولى محمد بن عبد الله القبض عليه في هذا الوقت. قيده المختار بتاريخ 29 5 1361ه ***** وفي يوم الخميس 27 1 1338ه دخل طاموبيل بباب الخميس إلى ردانة أول وهلة. وفي منتصف شوال 1332ه مر التلفون من أكادير إلى ردانة. ودخلت أول دراجة إلى دانة الأحد 28 ربيع الأول 1339ه. وفي يوم الخميس 23 رجب 1332ه دخل أول حاكم فرنسي إلى ردانة على سبيل الفرجة فقط، على ما قيل. دخل السيد محمود التيجاني ردانة الخميس 1 ربيع الثاني 1330ه وهو محمود بن محمد البشير بن محمد الحبيب ابن الشيخ، ثم خرج منها يوم 29 منه. خرج أحمد الهيبة ليلة السبت 17 جمادى الثانية 1331ه من تارودانت ودخل إليها في الليلة نفسها عمال راس الوادي مع الاكلاوي، وقد دام فيها الهيبة 13 شهرا. وفي يوم السيت في رجب 1331ه سافر جيش الأكلاوي ومولاي الزين من ردانة إلى مراكش، بعد أن أذعنت هوارة وبعض هشتوكة. وفي الخميس 2 شعبان 1346 عمرت السوق أول يوم بردانة في باب القصبة دخل داود السرموكي لردانة للسكنى يوم 24 1 1343ه وفي يوم الجمعة 4 شعبان 1330ه ظهر النصارى في جهة أكادير، فسمع الرودانيون مدافعهم، فتوجه الناس معهم وكثر المتطوعون. ***** أعراب، تصنع له حفلة في تازناغت التي فوق أغري بإداوتنان، وفي ذلك المحل مزارة للشيخ ابن سليمان الجزولي، وأولاد أعراب هم الذين يصنعون هذه الحفلة، وهو كثيرون، وكان من أصحاب ابن سليمان من خدامه، ذكره ممتع الأسماع ومن أولاد أعراب سيدي سعيد الثناني، ويحكى أن ابن سليمان كان ساح فقام أعراب بأولاده وراءه، فدعا له بالبركة في أولاده، ويقال إن أعراب هذا شريف. ***** زوايا فقراء سيدي ابراهيم بن صالح: 1 في داره بإداكاكمار 2 تغلولو إزاء مشهد سيدي محمد بن يدير 3 تزمورت 4 في سوق الأحد إزاء المسجد بإزروالن 5 من قرية بآيت همان 6 تجرمونت 7 إشوكاك بأكادير إيزري 8 تزمامت بسملالة 9 أمدرهناك 10 أيت الشريف بوفقاوة 11 من أداي 12 أنمر بسموكن. ..... قد بدأ الإلغيون الحصاد 19 3 58ه، فها هم أولاء مجتهدون، والشعير بعد أن كان إذ ذاك بستة عشر فرنكا للعبرة الفرنسية، تناقص بسرعة إلى أن كان ثمنه 7 فرنكات، ويرجى أن يتناقص، والحمد لله على الخير الكثير. ألحقه المختار الغريب الذي يرى الناس يحصدون فلم يبق له إلا أن يحصد العبارات التي يظل ويبيت في حرثها ***** وقع الغلاء بسوس في أواخر 1331ه، فبيع الشعير ب 20 مثقالا للبعير، ثم بثلاث ريالات وربع، والدرة بأكثر من ذلك، ثم وصل في المحرم 1332 ه القمح 6 ريالا والشعير ,4 وكذلك الذرة إلى أن وصلت 7 ريال. في 1345 ه، وقع الغلاء المفرط بسوس لانحباس المطر، حتى بيع الشعير ب60 فرنكا، وب70 للدرة، وب75 للقمح. ***** أضار أكليد يشرف على أوكرض، ينسب إلى الذهبي حين حاصرهم، وهناك محل معروف بالنفظ كان أرسى على أكاديرهم هناك، ويزعم أنه حاصرهم سنين، ويقولون إنه فتك بعد بفخذ تسمى آيت الحْسْن، وقتلهم جميعا في ثنية هناك، لا تزال تضاف إليهم إلى الآن، ثم انقرضت هذه الفخذ بذلك، ويذكر أن أوكرض كان قبيلا كبيرا، يطلق على طرف كبير من أيت حربيل، وقد كان يحسب من تييوت بإلغ، ومن عندهم اشترى مرابطونا الذين سكنوا بأكنس إلغ، بل من بعض أيت وافقا، ولا تزال عندهم إلى اليوم رسومهم المتعلقة بقرية مستالات، ثم إلى تركا تنزالمات وإلى تاتيليت وتكجكالت نايت تيكني اليوم، ثم ذكر أن من سواهم في وادي سموكن إنما انتقلوا إليه، وقد كان الونكرضيون يحسبون ب700 خيمة، ومن آثارهم الباقية نفق نقبوه مخرجا للوادي. ***** من خط أبي زيد الجشتيمي: سكة الكتامية الأخيرة ناقصة عن المحمدية بالثلث، والسكة الإسماعيلية زادت على المحمدية بالسبع، والسلام. وسكة ما بين 1126 ه 1170 ه كانت إسماعيلية خفيفة، فتسع مثاقيل منها عشر مثاقيل مع ثلاث أواق وموزونتين بسكة القديمة. نودي في موسم تازروالت 1268 ه برواج نوع جديد من سكة مولاي عبد الرحمان. ***** في الأربعاء 15 1 1331ه، قامت حرب هائلة من قبل الزوال إلى مغرب الشمس ولا ينقطع، وانتشر من كدية سيدي أبي الرجا إلى البورة، بين أهل راس الوادي ومن معهم وبين هوارة وهشتوكة ومن معهم. في الأحد 4 11 1331 ه، وقعت حرب شديدة بين الراسلواديين وبين الهواريين والهشتوكيين من قبل العصر إلى المغرب خارج باب ترغنت، ومات فيه الشيخ محمد بن الكريني الهواري، وكان رحل من داره فكان مع الراسلواديين. في أواخر ربيع 1332ه فتح حيدة هوارة بعد معاركة ستة أشهر. توفي القائد ملوك قائد العسكر بردانة من جراحات أصابته في حرب أكنبيش بهوارة 14 11 1332ه. خرج حيدة مع القواد إلى تزنيت من تارودانت في السبت 27 صفر 1335ه ثم هلك 13 ربيع الأول. في يوم السبت 30 جمادى الأولى 1336ه زحف الجيش الجنرالي إلى وجان، ودافع الجبليون، فرجع الجيش إلى تزنيت... ثم ذهب إلى بعمرانة فمكثوا هناك 6 أيام، وفي الثلاثاء 24 جمادى الثانية انهزم الجيش أمام المسلمين. هزم الكنتافي من آيت ودريم الثلاثاء 3 شعبان 1339ه، ثم عزل في شوال فذهب إلى مراكش. في الأحد 14 صفر 1343ه خرج حماد لحرب مربيه ربه فوقع الصلح فرجع. قتل كبا في إدوزال ونهب كل ما معه من السلاح والخيل والبغال والمتاع. والمال السبت 2 شوال أو الأحد وهو الصحيح 1330ه، وعلق رأسه بأسراك بردانة حتى سرق ليلة الأحد 1 11 1330 ه، واسم كبا أحمد بن علي. قتل القائد العسكري محمد السرغيني بقرية أضار من كطيوة الخميس 19 12 1336ه، وهو قائد الرحا. توفي منتحرا القائد محمد بن البشير التمنارني في داره، بعدما دافع عن نفسه الشرطة التي جاءت لتعتقله، وقتل منهم البعض، وذلك يوم الأحد آخر المحرم 1375ه. توفي القائد الحسن النكنافي بمكناس معتقلا سنة 1309ه. هانحن وصلنا إلى الحلقة العشرين من هذه السلسلة التي كنا نريد منها التعريف بكتابات والدنا رحمه الله، وخصوصا منها غير المنشورة، فقد تتبع معنا القارئ في الحلقات السالفة نماذج منها، وعرف جوانب بعض كتاباته التي كانت مبهمة، وقدر جهوده التي بذلها عن التنقيب والبحث والتأليف وعلم ما تركه من الآثار الخالدة التي ستبقى موشومة على صفحات التاريخ، وإن كان ما نشرناه لم يوف الجوانب كلها التي نود أن نبينها بحول الله لاحقا، لأننا استشعرنا أن القراء متعطشين إلى الاستزادة مما ننشره. إن الكم الهائل من المؤلفات التي تركها والدنا والمشتملة على آلاف الصفحات لتحتاج بطبيعتها لمواد خام، كان لزاما عليه رحمه الله أن يعمل على جمعها (وكتبه دالة على ذلك) وكتابتها وتنظيمها ونشرها، وقد استسقى كثيرا منها من بطون الكتب والمخطوطات والوثائق المنسية والمقيدات المهملة، ودون العديد من أفواه الرجال، واستنسخ عددا كبيرا من الذخائر رسالة كانت أو إجازة أو فتاوى أو قصائد أو أبيات شعرية، وكما هائلا من الوثائق المختلفة المواضيع، ولم يكتف بالجمع بل حلل وناقش وشرح وحقق، وقابل النسخ المتعددة إضافة إلى هذا كله فقد كتب المذكرات وجمع شتات شعره وكتب في التاريخ السياسي والأدبي والاجتماعي وترجم للعديد من العلماء والأدباء والرؤساء والأسر، وأرخ للأحداث، وعرف وجمع شتات كم هائل من المخطوطات والوثائق والنوادر. وفي هذا الإطار نود في هذه الحلقة أن نبين جانبا من الجوانب التي تعتبر العمود الفقري في جل كتاباته، وهو تدوينه أوتقييده لكل ما يقع عليه أو يسمعه أو يقرأه والتي اعتمد عليها في تدوينه لكتاباته، وسنحاول أن نبين جانبا منها فقط، كبعض نماذج من مقيدات دونها إما في أوراق خاصة أو ببعض الكنانيش، أو على أغلفة مخطوطاته وكتبه. وسنقتصر هنا فقط بالإتيان بتقاييد تاريخية حاولنا اختيار ما نراه مناسبا، وكذا بعض التقاييد التي حرص فيها على التعريف ببعض نفائس المخطوطات ونأتي بعد كله بنماذج مما دونه وقيده عن بعض الولادات والوفيات، والتي ارتأينا أن تكون عائلية. وسنختم بنماذج من بعض الأدعية التي وجدناها مقيدة بخط يده، وقد تعمدنا عدم ذكر ما وجدناه مدونا ومقيدا للرسائل والفتاوى والقصائد والأبيات الشعرية وكثير من الآثار العديدة الأخرى، لأن ذكر ذلك كله لا يسع هذه الصفحة (ويكفى من القلادة ما أحاط بالعنق). ونشير في الختام إلى أننا حاولنا جادين أن نكون حريصين على الدقة في ما ننشره هنا حسب ما تحتمه علينا الأمانة العلمية وليعذرنا القارئ إن وجد بعض الخلل، لأننا عانينا كثيرا في سبيل إخراج هذه النماذج من المقيدات وأنه تحتم علينا المرور بكل الكتب والمخطوطات والوثائق العديدة التي احتوتها خزانة والدنا، وعانينا ما عانينا، والحمد لله على كل حال. ولادات ووفيات (عائلية) ولدت مريم بنتي قرب السحر ليلة الثلاثاء 13 رجب 1371ه في البيضاء، أصلحها الله وأنبتها نباتا حسنا، كتبه أبوها المختار. ولد أحمد بن المختار نحو الواحدة بعد الزوال يوم الاثنين 14 من ذي القعدة 1374 ه كتبه والده محمد المختار القاطن حينه في رقم 12 زنقة 21 بدرب الشرفاء والطلبة من مدينة الدارالبيضاء. ولدت بنتي حبيبة 27 شعبان 1376 بالرباط. ولدت رقية بنتي عند التاسعة صباحا من يوم الاثنين الثامن من شوال 1377ه، وإنما سميتها إذكارا لاسم والدتي رحمها الله، لعلها تتصف بأخلاقها وبدينها، أنبتها الله نباتا حسنا، وأحياها حياة طيبة آمين، بجاه الله الشفيع، كتبه محمد المختار. ***** توفي والدي الشيخ سيدي الحاج علي بن أحمد الدرقاوي يوم السبت عند صلاة العصر 28 ذي الحجة 1328ه بإلغ. توفيت والدتي رقية بنت سيدي محمد بن العربي الأدوزي عصر الأربعاء ثاني ربيع الأول 1342ه رحمها الله، وقد دفنت إزاء قبر الشيخ غربيا. توفيت زوجة والدي السيدة فاطمة الإلغية بعد عصر السبت 19 4 1357ه، بعد أمراض كثيرة... فدفنت ضحى اليوم الثاني، وقد صلى عليها الكاتب محمد المختار لطف الله به، وكانت رضي الله عنها رجعت بالكلية إلى ربها، بعدما نفضت يدها من الدنيا، فشغلت أوقاتها بالذكر والأعمال الفاضلة، وتشتاق إلى لقاء الله، وهي آخر أزواج الوالد وفاة، كما أنها أولهن زواجا، رحمها الله. توفيت زوجة والدي الثانية خديجة (خليجة) 21 رجب 1353ه. توفيت الأخت صفية الاثنين 23 شوال 1348ه. العم ابراهيم بن أحمد توفي الجمعة 26 ربيع الثاني 1308ه. توفي الولد عبد الله قرب آذان العشاء ليلة السابع الثلاثاء من ربيع الثاني 1368ه بعد مرض من عشية الجمعة قبل، وذكره امتلأ به الجزء الأول من كتاب الإلغيات، قيده أبوه المختار السوسي نماذج من الأدعية من دعوات الشيخ الإلغي (الوالد): اللهم اجمعنا على محبتك، اللهم أعنا على طاعتك وخدمتك، اللهم طهرنا تطهيرا نصلح به لحضرتك ولقيانا بك، اللهم زدنا فيك تحيرا، وبك افتنانا، وغيبنا بك عن كل شيء سواك، حتى لا نكون إلا بك ولك، اللهم احفظنا فيك سائر عمرنا، حتى تتوفانا وأنت عنا راض، ونحن بك غير مفتونين، بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان سيدي سعيد التناني يكثر أن يقول في دعائه: اللهم اجعلنا عبيدا لك في جميع الحالات، وكان يقول أيضا: اللهم اجعلنا من أحبائك وأدخلنا في زمرة أوليائك، وارزقنا سعادة لقائك. وكان سيدي أحمد الفقيه يقول وراء كل صلاة: اللهم ارزقنا النبات والثبات على بابك إلى يوم لقائك، اللهم أحرسنا بعينك التي لا تنام، واكنفنا بكنفك الذي لا يرام، وارحمنا بقدرتك علينا فلا نهلك وأنت رجاءنا. اللهم يا مسبب الأسباب، يا فاتح الأبواب، يا سامع الأصوات، يا مجيب الدعوات، يا قاضي الحاجات، اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك. بسم الله الرحمان الرحيم قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) قال النبي صلى الله عليه وسلم: >لا يومن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه< قال بعض الصوفية: التصوف هو العمل بما علمت. 20 ذو القعدة سنة 1348ه محمد المختار الإلغي السوسي الدرقاوي