شارك المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحريرالسيد مصطفى الكثيري بكلمة بمناسبة انعقاد ندوة: " الحركة الوطنية بشمال المغرب ودورها في الاستقلال والوحدة الوطنية " المنعقدة بدار الثقافة لمدينة القصر الكبير مساء الأربعاء 18 أبريل الجاري، بحضور السادة: الأمين العام للحكومة السيد ادريس الضحاك ، وعامل إقليمالعرائش السيد مصطفى النوحي ، ورئيس المجلس البلدي لمدينة القصر الكبيرالحاج محمد السيمو ، ورؤساء المصالح الخارجية، وشخصيات مدنية وعسكرية. – المندوب السامي تحدث في مستهل كلمته عن تاريخ مدينة القصر الكبير وتباين الآراء حول النشأة: من قائل في العهد الروماني ، وقائل في العصر الموحدي فالمريني، وكون تاريخها ازدان بحدث معركة وادي المخازن … وأضاف الكثيري أن المدينة ظلت في مختلف الحقب محطة لتعاقب الحضارات والتلاقح الفكري ، مذكرا برأي الباحث عبد العزيز بن عبد الله الذي اعتبرالمدينة " أول حاضرة بالمغرب لا زالت قائمة" وعن التاريخ الحديث للمدينة أشار المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لاحتلالها من طرف المستعمر الاسباني سنة 1911 وما صاحبه من استنفار ومقاومة شعبية بتوافد المجاهدين ونشوب المعارك ( معركة العنصرة يوليوز 1913). السيد الكثيري تناول في مداخلته أسباب اندلاع المقاومة نتيجة سوء معاملة المعمرين ، ونشوء فروع كثلة العمل الوطني بالمدينة كفرع حزب الإصلاح الوطني 1940 ، وإحداث المدارس الحرة بالمدينة كالمدرسة الأهلية 1934, والمدرسة الحسنية على يد المرحوم احمد الجباري 1937، ومدرسة التقدم للبنات 1951. وبعد ذلك أفاض المندوب السامي في الحديث عن تبعات الاعتداء على العرش في غشت 1953 وما رافق ذلك من مظاهرات وانخراط في صفوف المقاومة ، ودعم من سكان القصر الكبير للحركات السرية، ثم التوقيع في اسبانيا على البيان المشترك المغربي الإسباني من طرف السلطان محمد الخامس حول استقلال شمال المغرب ، وما أعقبه من زيارة للسلطان محمد الخامس لتطوان ثم القصر الكبير ، هذه الزيارة التي أصبحت تقليدا يحتفل به بالقصر الكبير، وفرصة لاستعادة الأمجاد التاريخية. من جهة أخرى دعا السيد الكثيري الباحثين والدارسين إلى الاعتناء بتاريخ المنطقة واستعداد المندوبية السامية لتقديم الدعم اللازم لأعمالهم العلمية ، بعد استشارة اللجن العلمية الاستشارية، وختم بتثمين انخراط الأطياف المغربية في إعلان العيون 6 ابريل 2018 المناصر لقضية وحدتنا الترابية. أشغال الندوة العلمية شارك فيها كل من: – الأستاذ الباحث محمد أخريف أسهم بمداخلة موسومة ب " زيارة محمد الخامس لاسبانياوالقصر الكبير من خلال نماذج الصحف الإسبانية (abc) و (espana) lavanguardia) ) مستعرضا مقتطفات من هذه الصحف ، مصحوبة بصور لقصاصاتها وهي تغطي زيارة السلطان لكل من مدريد ، وطليطلة وإشبيلية ثم عند عودته لمدن تطوانالعرائشالقصر الكبير وما رافق ذلك من تلاحم شعبي تابعته الصحافة الإسبانية حيث كتبت إحداها : " العاهل المغربي يلغي الحدود في عرباوة ويوحد البلاد" – الدكتور سعيد حراس ، شارك بمداخلة تحت عنوان: الحركة الوطنية بشمال المغرب وإفريقيا الغربية موردا أوجه التشابه والتطابق بين الحركتين باعتبارهما قراءة لواقع البلدان المستعمرة ونشوء الوعي ، وتجلي ظهور المدن كبؤر للعمل السياسي والنقابي، وبروز النخب الفكرية والايديولوجيات التي تبنت الفكر الثوري ، ثم تحدث عن دور المدارس الحرة ، والصحف والمجلات ، والمطابع ، والأحزاب السياسية موردا أسماء البعض منها كحزب الإصلاح الوطني وحزب الوحدة المغربية ومكتب الدفاع الوطني … – الدكتور عزيز الحساني وسم مداخلته ب: " تاريخ الحركة الوطنية بشمال المغرب ملاحظات منهجية" وقسمها إلى ثلاثة محاور : أ – نشأة الحركة الوطنية بشمال المغرب والدور الريادي لها بعد خمود المقاومة المسلحة 1927 ، ثم دور الزعماء الاوائل فيها كالمرحوم عبد السلام بنونة ..وأهمية المبادرات التحديثية كإرسال النخب للمشرق العربي، والمطبعة المهدية ، وزيارة الأمير شكيب أرسلان للمنطقة ب – الخطاب الإصلاحي الذي ارتبط بالمتغيرات التي عرفتها اسبانيا مع صعود الجمهوريين للحكم ، والمطالب بما وعدت به بنود الحماية من إصلاح … ج – المطالب الاستقلالية ومن أبرز تجلياتها وثيقة المطالبة بالاستقلال تطوان 1943، وتداعيات قرارات مؤتمر المغرب العربي بالقاهرة 1947 , واستقرار الزعيم الريفي محمد بن عبد الكريم بمصر ، وزيارة محمد الخامس الشهيرة لطنجة 9 أبريل ودلالاتها الوحدوية بين الشمال والجنوب ، ثم أزمة 1953 ونفي الملك محمد الخامس. – الدكتور سعيد الحاجي شارك بمداخلة : جوانب من تفاعل المجتمع القصري مع زيارة الملك محمد الخامس للقصر الكبير ،، بحيث أشار لزيارة السلطان لشمال البلاد وإشاراتها الوحدوية ، خاصة وأن السلطات الفرنسية كانت تعارض ذلك. لقد تفاعل المجتمع القصري مع زيارة سلطان البلاد والتي ساهمت في تنامي الوعي المبكر المطالب بالإصلاحات ، وتدرج ذلك إلى حراك أحداث 5 مارس 1956 وما رافقه من سقوط لقتلى….. وكان قبل ذلك قد تناول الكلمة في البداية رئيس المجلس الترابي الحاج محمد السيمو ، والذي أشاد بمجهودات السيد عامل الإقليم والمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لتكريس الاحتفال بزيارة الراحل محمد الخامس للقصر الكبير لتذكير الأجيال الصاعدة بأمجادها التاريخية ، مع إشارته لإقامة نصب تذكاري وسط ساحة أطلق عليها اسم 10 أبريل. المندوب السامي ، وعامل الإقليم ، ورئيس المجلس الجماعي ووفد رسمي هام قام بعد زوال نفس اليوم بإزاحة الستار عن نصب تذكاري يؤرخ لزيارة الملك محمد الخامس للقصر الكبير ، مع زيارتهم لفضاء المقاومة بالمدينة ./.